وعدنا فرحين محتفلين مع الشقيقة سلطنة عمان بيومها الوطني الثالث والخمسين، والكويتيون كل عام يحتفلون ببهجة وفرح بعودة الذكرى وبيوم الاستقلال المجيد للسلطنة العظيمة التي حاكت أعلى الجبال ومروج تضاريس الهضاب أمجادها، وترسمت بجمال الطبيعة دلالتها، أما عن الخلق الاصيل لشعبها الخليجي العربي الشقيق فتلك حكاية أخرى، سماحة الدين وعراقة العروبة وحصافة السلاطين.
كانت وما زالت سلطنة عمان موطئا لآثار حضارات الأمم المنقوشة على صخورها، تلك الحضارات التي مرت عليها عبر القرون من الزمان.
عندما نتحدث عن سلطنة عمان سنشاهد جمال جبالها وسهولها، وسنشعر بأمواج بحرها ونقاء سمائها وجمال الطبيعة، ويا سبحان المبدع فيما أبدع وخلق.
نعم.. انها سلطنة عمان، مدينة الشمس، سلطانة الخليج وسواحل القمر، أجمل وجهة سياحية خليجية متنوعة الطبيعة، لا تستطيع إلا أن تعود إليها أكثر من مرة في السنة لجمال جغرافيتها، وحسن خلق أهلها وتعاملهم الدائم الأخوي المبهج للنفس.
ومع النهضة التي نهضتها السلطنة طوال العقود الماضية ودورها في السياسة الخليجية، اتخذت السلطنة من الحياد والحكمة والرشد في نهجها بالتعاطي مع جميع القضايا السياسية خليجيا وعربيا ودوليا، مع نهضتها المستمرة اقتصاديا ثقافيا وفكريا.
ولابد أن نستذكر أن تاريخ الثامن عشر من نوفمبر تم اعتماده يوما وطنيا للسلطنة، نسبة لدور الإمام سلطان بن سيف في إجلاء البرتغاليين عن أرض البلاد بعدما دخلوها في أوائل القرن السادس عشر عنوة، وكان هدفهم هو حماية طرقهم التجارية التي تصل إلى الهند، هذا الأمر جعل من سلطنة عمان أولى الدول العربية التي نالت الاستقلال في التاريخ.
وفي هذا العام تجسد هذا الشعار للعيد الوطني بصورة للسلطان العماني هيثم بن طارق، وكنت قد قرأت أنه يوجد خلفه خريطة سلطنة عمان وبجانبها الرقم 53 وله دلالة على الاستقرار الذي يعيشه هذا البلد في الوقت الحالي، وبتميز النهج والطريق السياسي والتنموي الذي يسير عليه سلطان عمان الشقيقة، كما يشير إلى المضي في تحقيق رؤية السلطنة لعام 2040.
لقد استطاع السلطان هيثم بن طارق بن تيمور آل سعيد سلطان سلطنة عمان، حفظه الله، أن يتخطى المحن العصيبة منذ توليه حكم السلطنة عام 2020، ولعل من أبرز سياساته الداخلية النهوض بالبلاد خلال جائحة كورونا، في زمن سادت فيه الاضطرابات الاقتصادية العالمية في ظل انخفاض أسعار النفط، ويحسب له تدشين وإنجاز عدة مشاريع استراتيجية، مثل ميناء الدقم، وهو الواجهة الافضل لسلطنة عمان، فضلا عن تدشين مشاريع نفطية ومنها مصافي النفط ومصانع البتروكيماويات في صحار وفي مياه صلالة، ناهيك عن النهضة الثقافية والفكرية لأبناء الشعب العماني الشقيق.
وفي الاقتصاد، فإنه يعمل على الاستمرار في بذل المزيد من الجهود لتنويع مصادر الدخل المحلي، من خلال زيادة الإيرادات غير النفطية، لضمان الاستدامة المالية العامة لعمان، ولسلطنة عمان دور كبير مع دول مجلس التعاون في ترسيخ سياسة دول الخليج الخارجية في المواقف الواضحة، وفي الوساطات الدولية ومواقفها المشرفة في الحياد نحو القضايا السياسية العربية المصيرية العادلة.
ولا يسعني في مقالي هذا إلا أن أرفع أسمى آيات التهاني والتبريكات لقيادة وشعب سلطنة عمان الشقيقة وسفيرها في الكويت د.صالح الخروصي والشكر موصول للطاقم الديبلوماسي الصديق، بمناسبة اليوم الوطني العماني الـ 53، راجيا من الله عز وجل أن ترفل السلطنة العظيمة بأثواب العز والفخار.
[email protected]