اكتملت عودة طيور الصيف المهاجرة ومعها عادت العجلة للدوران في أهم وأخطر مرافق الدولة وهي المدارس والجامعات، ليعود الحديث المزمن عن الاستعداد للعام الدراسي الجديد وما يصاحبه من شكاوى هنا وهناك عن سلبيات ذلك الاستعداد.
والحقيقة التي لا ينبغي إنكارها أنه بلا شك القائمون على وزارة التربية والتعليم العالي بدءا من الوزير إلى أصغر مسؤول يؤدون عملهم بإخلاص ولا نزكي على الله أحدا، لكن ظهور القصور مهما بلغت نسبته تجعل تلك الجهود كالهباء المنثور لأنه لا يقترن بالإنجاز.
وعليه فإن أي جهد يبذل بداية كل عام دراسي يجب أن يكون هدفه تفادي سلبيات العام الذي سبقه حتى يكون متكاملا ولا تتكرر السلبيات والشكاوى من جديد.
ومع يقيننا بالنوايا والجهود المخلصة لأهل الميدان التربوي إلا أننا نأمل ألا تكون مقصورة عند أثاث المدرسة ومستلزماتها، فالتعليم قد تغير وأصبح نوعيا بكل المقاييس وليس فقط صفوفا وكراسي وكراسات وسبورة.
إن على وزارة التربية أن تعلن عن رؤية تعليمية واضحة تحدد أهدافها والطرق التي ستنتهجها لتحقيقها وشكل مخرجاتها ومدى توافقها مع رؤية ٢٠٣٥ وتطلع الجمهور عليها بشفافية تامة مثلما فعلت ذلك في لقاء سابق لأولياء أمور منطقة العاصمة التعليمية عام ٢٠١٢ حين اطلعتهم على الخطة التعليمية آنذاك.
عموما نتمنى التوفيق لأبنائنا في عامهم الدراسي الجديد وأن يكون عام نجاح وتوفيق لهم وأن يوفق المعلمون والإدارة المدرسية لتحقيق ذلك النجاح، وكل عام دراسي والجميع بخير.
***
بدعوة كريمة من د.أنوار الإبراهيم مساعد مدير البرنامج الإنشائي للمشاريع الإنشائية قمت الأسبوع الماضي بزيارة للمدينة الجامعية الجديدة في الشدادية وقد قامت مشكورة باصطحابي في جولة على مباني كليات جامعة الكويت الجاهزة منها وما وصل إليه البناء فيما لا يزال قيد الإنشاء.
والحقيقة التي لا شك فيها أنني سررت أيما سرور لهذا الصرح العملاق الذي يعد مفخرة وطنية بكل المقاييس بل انه حلم يتحقق بعد طول انتظار دام لعقود عشت مراحله منذ أن كان مجرد فكرة ناله المنتقلون إليه هذا العام ولم يتحقق لمن سبقهم ممن عاشوه.
وكنت قد كتبت مقالا في نوفمبر عام ٢٠١٤ بعنوان «جامعة الشدادية وحكاية ٢٥ عاما»، تحدثت فيه عن التمني أن يرى أبناؤنا هذا المبنى وقد بني ذلك التمني في حينه على الحال ذلك الوقت حين كان الموقع مجرد صحراء لم تظهر فيه أشكال الحياة وكانت نسبة اليأس لدى الغالبية كبيرة من العيش حتى رؤيته وقد تأيد جانب من هذا من شرح الدكتورة لي عن مراحل التصميم والبناء وكان هذا الشعور يتزايد بسماع أخبار الحرائق التي تشتعل في المباني قيد الإنشاء ويوحي بأن الانتقال القريب لا أمل فيه.
أما وقد ظهرت هذه المدينة الجامعية الجميلة في سرعة قياسية وبهذه الجاهزية على جميع الأصعدة التعليمية من قاعات ومختبرات ومكتبات وأماكن ترفيه وما تحتويه من تكنولوجيا متطورة ووسائل شرح ما سيجعل الحياة الجامعية شيئا ممتعا ومميزا لطلبتنا ولهيئة التدريس على حد سواء، فلا أملك فوق الإشادة إلا التهنئة الحارة والقلبية لجامعة الكويت على هذه المدينة العملاقة ولا أظن كلمات الثناء ورفع القبعة تكفي للقائمين على هذه الإنشاءات الضخمة التي لم تغفل عن أدق تفاصيل ما تحتاج اليه الحياة الجامعية بل وسيجعل الكويت منارة التعليم العالي وقائدته في الشرق الأوسط.
هنيئا لكويتنا الغالية وشكرا دكتورة أنوار على الدعوة والجولة التاريخية لشخصي المتواضع.
كلمة أخيرة: أدام الله صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد، ومتّع سموه بالصحة والعافية، والذي يزدان عهده الميمون بهذا الإنجاز الجديد. آمين.
[email protected]