قبل أسبوعين، ذهبت في رحلة قصيرة إلى بلد مجاور على متن إحدى طائرات الناقل الوطني (الخطوط الجوية الكويتية)، واستغربت من اللغط الذي تم تناقله على وسائل التواصل الاجتماعي حول ضعف أداء الناقل الوطني بالنسبة لنواح عدة كما نقلها أحد المواطنين عبر شكوى عن عدم الانضباط بالمواعيد، وأنا على متنها رأيت أنها بعض من حالات فردية قد حصلت ولكنها في النهاية لم تكن ظاهرة اتسم بها أسطول الناقل الوطني.
وما أثلج صدري أن تقرير وكالة OAG البريطانية أبرز وأدق الوكالات العالمية تقييما لأداء المطارات وشركات الطيران في العالم، والأدق توثيقا للأداء الإنتاجي لقطاعات الطيران المدني، أثبت أن معدل انضباط مواعيد الخطوط الجوية الكويتية وصل إلى 88% في شهر يوليو 2019، واحتلت فيه الشركة المركز الثامن بين 175 شركة طيران تجارية، من كبريات شركات الطيران العالمية.
وهذا إن دل فإنه يدل على حسن تطبيق سياسات الالتزام في الوقت التي تسير عليها الخطوط الجوية الكويتية، لاسيما القرارات المنبثقة عن مجلس الإدارة، والمنفذة من الإدارة التنفيذية التي تضم أعضاء من ذوي الكفاءة المهنية العالية.
وما يزيدني إعجابا بإدارة الناقل الكويتي أن هناك تطبيقات وإنجازات على أرض الواقع مثالها تسلم طائرة «كاظمة» الجديدة وذلك ضمن خطة الارتقاء بمستوى أسطول الطائرات الكويتية والخدمات المقدمة بأحدث طراز أمام المسافرين عليها، فنحن على موعد لتسيير طائرات كويتية إلى كل بقاع العالم وسيصل الأسطول الجديد إلى 38 طائرة تحمل شعار «الخطوط الجوية الكويتية»، ليكتمل تسليم الطائرات المتفق عليها في عام 2026.
وازددت إعجابا بما قدمه رئيس مجلس إدارة «الكويتية» الأخ يوسف الجاسم من مبادرات طيبة نحو أبنائنا الطلبة في بريطانيا، حيث كانت مبادرته توفير الخصومات المناسبة للطلبة الكويتيين.
وحتى لا يكون المقال إطراء وشكرا وعرفانا لأشخاص أو لإدارات حديثة للشركة مع تقديري لكل ممن ينتمي لها، أجد أنه من اللطيف استذكار الناقل ككيان ريادي في ذاكرة وطني الكويت، لأنه ومنذ تأسيس الناقل الوطني عام 1953 بدأ يبلور معالمه ومكانته وتميزه بين شركات الطيران في العالم، وعرفت «الخطوط الجوية الكويتية» كشركة خاصة، بدأت أولى رحلاتها في 16 مارس 1954 وفي عام 1962 أصبحت الحكومة هي المالك للناقل الكويتي بالكامل، لتطير إلى 49 وجهة حول العالم، إنه الامتداد في رقعة النهضة الكويتية الشاملة.
لذا، وأنا على متن «الكويتية» عائد إلى الوطن رأيت أنه من الإجحاف ألا أكتب مقالي هذا وأنا أتمتع بالجلوس المريح على مقاعد الطائرة، وألا أكتب وأنا أجد مضيفيها على أعلى مستويات المهنية واللياقة واللباقة مع المسافرين، وألا أكتب وأبناء الكويت يعودون على متنها فرحين بأن «الطائر الأزرق» عاد محلقا بين الغيوم، متحديا سرب إشاعات ما أنزل الله بها من سلطان.
كلمة: أقترح على الإخوة في الطيران المدني زراعة المناطق الرملية بين مدرج الطائرات في مبنى المطار الخاص بالخطوط الجوية الكويتية زيادة في الرقعة الخضراء من جهة والفائدة البيئية من جهة أخرى ولتضفي منظرا جماليا لناظر كل من يهبط على أرض الكويت ولا أظن ذلك صعبا بإذن الله.
كلمة أخيرة: ننتظر أن تزدان عيون أهل الكويت بعودة صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد، حفظه الله، متمتعا بالصحة والعافية وأشعر أن ذلك قريب بإذن الله.
[email protected]