إذا كانت لديك معاملات في وزارات الدولة، فاعلم أنك على موعد مع رحلة عليك أن تعد لها العدة جيدا، قد تأخذ منك 4 ساعات أو أكثر أو«تعال باجر». صحيح أن المكان صرح عملاق كمجمع الوزارات الذي سيصبح تحفة معمارية جديدة في قلب العاصمة الكويت، لكن أعانك الله أخي المواطن، أختي المواطنة على نظام العمل للانتهاء من معاملاتك.
ليس الأمر بالسخرية من أداء القائمين على إنهاء المعاملات في تلك الوزارات بل الأمر اكبر من ذلك، إنها السخرية من قدر المواطن الكويتي المسن والمريض والعاجز، الذي تراه مضطرا لعبور أكثر من شارع مثلا، أو يجلس خلف أبواب الباص المغلقة.
ناهيك عن الوضع المزري داخل هذه الباصات فضلا عن جلوس بعض الرجال في مقاعد النساء، وليس هناك خط ثابت لسير هذه الباصات، فالركاب هم من يوجهون سائقي الباصات إلى بوابات الوزارات المقصودة.
لماذا لا يكون لكل بوابة باص مختص به لتسهيل وتنظيم خط سير الباصات، هناك تشعر وأنك في ماراثون رياضي سباق مع الزمن للوصول وإنهاء معاملاتك. فرفقا بالمراجعين الذين ما اضطروا لذلك إلا لإنجاز معاملاتهم المهمة.
والنقطة الجوهرية هنا انه رغم وجود الحكومة مول وافرعه المنتشرة إلا أن هناك دوائر حكومية غير مرتبطة به وهذا سبب آخر لمعاناة المراجع، فمتى يتعدل هذا الحال بتطبيق الحكومة الإلكترونية؟ نرجو إجابة المسؤولين.
ومن أشكال معاناة المراجعين أيضا ما يحدث في إدارة التراخيص الصحية بمنطقة الصباح الطبية، تخيل معي لتتمكن من إتمام المعاملة، عليك الذهاب إلى المجلس الطبي لإحضار الطوابع المطلوبة بل قد تكون الطوابع نافذة، أتساءل حقيقة لماذا لا توجد ماكينة الطوابع في قسم التراخيص نفسه، ولماذا نكلف المواطن من وقته وجهده.
إن المواطن الكويتي يدفع رسوم هذه المعاملات، ناهيك عن وقته وصحته وراحته، بالوقوف تحت أشعة الشمس بدرجات حرارة تتجاوز الـ 50 درجة مئوية في فصل الصيف وتأثيرات الجو في فصول السنة الباقية، فهناك المواطن المريض والملتزم بمواعيد العمل وغيرهم من رعاية لمعاقين وأطفال وأسر، من المسؤول عن كل هذه الدائرة الحلزونية المتعرجة التي يمر بها المواطن لإنهاء معاملاته الطبية وغيرها، لذلك على المعنيين اتخاذ حلول سريعة لخدمة المواطن وإتمام معاملته بيسر ووجه بشوش، ووجود موظف ملتزم متواجد على مكتبه، عوضا عن «روح وتعال» والطوابع هناك حضرتك.
إنه أمر ملح مناقشة هذه السلبيات ومعالجتها لإنهاء هذه المظاهر السلبية في وزارات الدولة، لأن من أبسط حقوق المواطن الحصول على الخدمات بشكل أفضل وبخطوات مريحة وسريعة، مثلما للدولة حق بأخذ الرسوم المالية على الطوابع والمعاملات وتفعيل الحكومة الإلكترونية التي سبقتنا إليها الدول المجاورة.
[email protected]