جاء افتتاح دور الانعقاد الرابع للفصل التشريعي الخامس عشر حاملا الأمل في إنجاز القوانين التي تهم المواطن، وجاءت كلمة سمو الأمير باعثة للتفاؤل أثناء إطلالته الكريمة على الشعب الكويتي، وذلك بعد رحلة فحوصات كللها المولى عز وجل بالنجاح، نسأل الله لسموه السلامة في الحل والترحال.
وكعادة سموه دعا إلى بناء الإنسان الكويتي ليكون جيلا بناء قادرا على النهوض بالوطن في القادم من خلال التعاون بين السلطتين التشريعية والتنفيذية، لخص سموه خلال خطابه السامي أهم مفاصل خريطة العمل الوطني السياسي، وذلك لضمانة العيش وتحقيق العدالة الاجتماعية ودفع عجلة التنمية المستدامة في البلاد.. فقال سموه للسلطتين: «اجعلوا مصلحة الكويت دائما همكم الأول وشغلكم الشاغل»، ولم يكتف بهذا بل أتى ببيت الشاهد حينما قال «لنتعظ مما يجري حولنا ولا خيار أمامنا إلا ترسيخ وحدتنا الوطنية ونبذ الفتن والنعرات البغيضة»، محملا السلطتين الأمانة الكبرى، قال سموه «الكويت أمانة غالية في أعناقكم حافظوا عليها ولا تلتفتوا الى دعاة التشاؤم».
وحتى تكتمل خارطة العمل السياسي التي يراها سموه بالعين الثاقبة ويمحصها بالحنكة السياسية الواعية، أعلن عن ثقته الكاملة برئيس مجلس الأمة مرزوق الغانم وبرئيس الحكومة سمو الشيخ جابر المبارك ودورهما في تجسيد التعاون بين السلطتين، فقال سموه «إننا في دور الانعقاد الأخير في هذا الفصل التشريعي، فلعلها فرصة طيبة لتحقيق إنجازات مشهودة»، بكل تأكيد قام سموه بالتأكيد على أن هذا الانعقاد يجب أن يشهد إقرارا لقوانين تهم المواطن وتكون على رأس أولويات العمل السياسي للسلطتين التشريعية والتنفيذية.
ولم يغفل قائدنا سمو الأمير عن النقد للسلبيات التي طالت العمل السياسي في الكويت ومنها الحقيقية والشائعة، لاسيما أنه اعتبر بعض الأبواق الإعلامية معاول هدم، ومنها بعض نوافذ التواصل الاجتماعي التي تبث الشائعات، وتستشرف المستقبل وكأنها تعلم الغيب، فمرة الحكومة استقالت ومرة المجلس لن يكمل دورته، انني أثق تماما بالدور الذي يقوم به المحللون السياسيون والأكاديميون المعنيون بشؤون السياسة الوطنية، فنقد السلبيات وتقويم العمل السياسي واجب وطني ورقابة شعبية مثمرة، كون «الشعب مصدر السلطات»، وهناك أولويات على السلطتين البدء بمعالجتها، وهذا الهدف المنشود للقيادة الأميرية، والذي تفضل به سموه في كلمته السامية أثناء افتتاح دور الانعقاد الرابع قبل أيام.
وأما على مستوى الإنجازات فكان لرئيس مجلس الأمة مرزوق الغانم دعوة صريحة للحكومة، بأن تجدد ثقة المجلس بها من خلال تنفيذ برنامج عمل محدد وواضح، لترد الحكومة على تصدر الكويت ركيزة الاستقرار السياسي وذلك بفضل محافظة الحكومة من خلال برامجها.
وهكذا رسم صاحب السمو الأمير، حفظه الله ورعاه، الركائز الأساسية لانطلاق السلطتين بما هو مرجو منهما، وقد لمس نواب الأمة مدى الإلحاح الشعبي على تحقيق أولويات تشريعية، تنظم حياة المواطن وتحقق له العيش الكريم في ظل وطنه، هيا.. فليقض سجل إنجازات الفصل التشريعي الخامس عشر على كل من أراد أن يوسم العمل السياسي الكويتي بالفساد الإداري والمؤسساتي، وفي هذه المناسبة أقول: سيروا على خطى والدنا سمو الأمير.
وفقكم الله لما فيه صالح الوطن والمواطن، ولتكن التشريعات القادمة، منجزة بين خارطة سمو الأمير ومطرقة البرلمان والحكومة.
[email protected]