جاءت التشكيلة الحكومية الجديدة بارقة أمل لمواجهة الفساد السياسي، ومنصة وقوف أمام عاصفة التحديات الممنهجة، وقد تمتثل لشروط التعاون بين بعض النواب والحكومة.. هكذا يقول البعض ويتوقعون.
ويبدو أن سمو رئيس مجلس الوزراء الشيخ صباح الخالد، أحد فرسان السياسة الخارجية يقف على المحك، وبكل تأكيد هو يمتلك بصيرة نافذة ورؤيته في التشكيلة الحكومية الجديدة واختياره لوزرائه كان صائبا، فدخول أكثر من وزيرتين إلى الحكومة جاء مختلفا مع الحكومات السابقة.
يبدو أن تركة الفساد السياسي التي ورثتها الحكومة الجديدة إرث مشؤوم، وينتظر من الحكومة الجديدة العمل المضني لتوزيع نصاب العمل الحكومي على الوزراء، ويجب ألا يشبه هذا العمل ما قبله، بل يجب أن يؤسس لما بعده ليضع ركيزة لقرارات حكومية تنطلق منها الحكومات المقبلة، لاسيما أننا والانتخابات المقبلة لمجلس 2020 ستطل بظلالها علينا قريبا.
حينها، ستبدأ المعركة الانتخابية بكل سلبياتها من شراء الذمم بالمال السياسي والأصوات المدفوعة الثمن، بخلاف إيجابيات العمل الانتخابي بما يحرص عليه أصحاب الكفاءات والمخلصون الوطنيون في العرس الانتخابي.
وبالمناسبة، كانت لي عدة قراءات حول التحديات التي ستواجهها الحكومة الكويتية الجديدة، وأبرز ما جاء فيها أن الحكومة أمام خيارات الإصلاح الشامل أو الانتقائي، وهذا يعتمد على تعاون نواب مجلس الأمة معها، ويجب معالجة مدركات الفساد، لاسيما أن ترتيب الكويت في مؤشر الفساد الدولي ارتفع بنحو 43 مرتبة خلال الـ 15 عاما الأخيرة، وبكل تأكيد ستنظر الحكومة الجديدة للتوقعات بانخفاض النمو الاقتصادي بسبب التوترات السياسية الداخلية والجيوسياسية الإقليمية، يذكر أن هناك توقعا بتباطؤ وتيرة التقدم في إنجاز المشروعات التنموية بسبب التجاذبات السياسية، وتراكم التحديات دون حلول ما يرهق مستقبل العمل الحكومي، والكل يرتقب عمل الحكومة الجديدة.
وهناك سنة قادمة، من عمر المولودة الجديدة، فهل سترجع الحكومة بخفي حنين، أم يستطيع أهل الاختصاص في ظل الاستجوابات المقبلة إنجاز ما لم ينجز وإقرار ما لم يقر، أم نبقى على طمام المرحوم.
تحليلات تشوبها تكهنات سياسية كثيرة قبل وبعد التشكيلة الجديدة، وشخصيا أتوسم الخير كله في هذه التشكيلة الحكومية الجديدة برئاسة رجل السياسة الخارجية وأحد فرسانها سمو الشيخ صباح الخالد الذي عين رئيسا للوزراء باختيار صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد، وحاز ثقة سموه، حيث جمعت التشكيلة الحكومية الجديدة بين التكنوقراط وأصحاب الخبرات الطوال من الوزراء.
اليوم، لا بد لنا أن نؤمن بأنه أصبحت لدينا حكومة على أجندتها أولويات المواطن، من باب التفاؤل بالمستقبل، ولهذا نحن على موعد مع حلقات جديدة من مسلسل «عمل الحكومة الجديدة والمجلس»، لذا أتمنى لي ولكم طيب المتابعة.
[email protected]