إن العين لتدمع وإن القلب ليفجع على فراقك.. وإننا لمحزونون، أيها السلطان العظيم الفارس قابوس بن سعيد رحمك الله وجعل مثواك الجنة.
فجعنا بخبر وفاة السلطان قابوس بن سعيد أمس، وبدوري أعزي الشعب العماني الشقيق، والأمة الخليجية والعربية والأسرة الدولية بهذا الخبر الحزين، ففقد الولي الصالح والعظيم غصة في أعماق القلب.
ونحن إذا نظرنا إلى سلطنة عمان الشقيقة وما تعيشه اليوم من نهضة شاملة، بلغت من العمر نصف قرن من الزمان، لهذا.. فإننا لابد وأن نقف على عتبة تاريخ بنائها، لنعترف بإنجازات قائد ووالد عظيم، هو السلطان قابوس رحمه الله راعي النهضة وبانيها، صانع السلام السياسي، وصاحب المواقف الحيادية في العلاقات الدولية، وشريك حكيم الكويت صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد، حفظه الله، بصناعة المواقف التاريخية الحساسة في حياة الوحدة الخليجية، وفي مصاف «خليجنا واحد وشعبنا واحد».
إن القادة العظام في ضمير أممهم لا يموتون بل خالدون ما بقيت شعوبهم جيلا بعد جيل.
لقد حمى السلطان قابوس عرينه، سلطنة عمان، على الرغم من التوترات والمنازعات الدولية والإقليمية التي تاخمت حدود السلطنة والتي تبعد عنها، عبر تحصين البيت الداخلي من براثن التشرذم الطائفي، فكانت الجبهة السياسية «شورى بينهم» وكانت العلاقات الخارجية «بيدر السلام» من منارة مسقط.
ولن يغفل الشعب العماني ما يتمتع به المواطن من حياة كريمة في جميع مجالات حياته الاجتماعية وغيرها.
إن الفقد يا إخوتنا في السلطنة لجلل عظيم، فقد ترجل الفارس قابوس بن سعيد عن رحاب بلاده.. إنا لله وإنا إليه راجعون.
[email protected]