نعيش هذه الأيام فرحة الاحتفال بالأعياد الوطنية الميمونة، وكما أستعد وعائلتي، يستعد الكويتيون والوافدون لهذه الاحتفالات، كما يستعد إخواننا الخليجيون لزيارة الكويت والاحتفال مع أشقائهم الكويتيين، وظهرت الكثير من مظاهر الاحتفالات حيث اعتبر شهر فبراير ـ موسما سياحيا عبر «هلا فبراير» وغيرها من الفعاليات المنظمة لهذه المناسبات.
ولي وقفة مع تاريخ احتفال الكويت ـ الدولة الحديثة. ان الاحتفال بهذه الذكرى التي كان أساسها احتفالا بذكرى استقلال الكويت عن المملكة المتحدة عام 1961، ليحتفل به في 25 فبراير من كل عام، بعد أن حازت الكويت استقلالها في 19 يونيو 1961 في عهد الشيخ عبدالله السالم، وشهدت الذكرى السنوية لذلك التاريخ أول احتفالات كويتية بعيد الاستقلال حيث أقيم في 19 يونيو 1962، بعدها أقام الكويتيون عيد الاستقلال الكويتي في 19 يونيو من كل عام ما بين عامي 1962 ـ 1964، حتى صدر في 18 مايو 1964 مرسوم أميري جرى بموجبه دمج عيد الاستقلال بعيد جلوس الأمير عبدالله السالم الصباح الموافق يوم 25 فبراير من كل عام بداية من عام 1965، ولكن عكست رغبة سمو أمير البلاد الراحل المغفور له الشيخ عبدالله السالم نظرة الحنو الأبوي على الشعب ومن هم على أرض الكويت، نظرا لحر الصيف الشديد في هذا الشهر، دون إقامة احتفالات تتناسب مع المناسبة.
ومنذ ذلك الحين تحتفل الكويت بعيد الاستقلال، الذي سمي فيما بعد بـ«العيد الوطني»، وإلى يومنا هذا.
وواكبت ذكرى الاستقلال ذكرى أخرى هي ذكرى تحرير الكويت من براثن الغزو العراقي عام 1990، ليصبح 26 من فبراير ذكرى وطنية دخلت الى بوتقة الاحتفالات الوطنية للكويت.
ولذا فإني أسميت هذا الشهر بالشهر الميمون، لأننا أيضا أصبحنا نحتفل فيه أيضا بمناسبتين عزيزتين وهما ذكرى تولي صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد مقاليد الحكم، وذكرى تولي سمو ولي العهد دفة المنصب في الدولة، فكيف لا يكون فبراير شهر الاحتفالات الميمونة؟
ودعونا نستذكر تلك الاحتفالات بمظاهر العيد الوطني، فلقد كان لمظاهر هذه الاحتفالات خلود في ذاكرة الوطن والمواطن والمقيم وحتى الزائر، وأجمل المظاهر التي عشتها، أنا شخصيا في أيام الطفولة وريعان الشباب، ظهور المسيرات لكثير من المجسمات المعبرة على شارع الخليج العربي، وتلك المجسمات عكست جهود مؤسسات الدولة وإنجازاتها بقالب فني وتشكيلي وتمثيلي، وكان العيد الوطني بمنزلة واقع التقدم الذي أعلن بصراحة أن الكويتيين صانعو «النهضة الحديثة» هم أبناء من صنع مجد «الأوه يا مال» على شواطئ الخليج العربي منذ 4 قرون والى وقتنا الحاضر.
لكن يجب ألا نهضم حق القائمين اليوم، على الاحتفالات الوطنية في وقتنا الحالي، فالكل ينسق ويعمل، وبدوري أحيي جهود الوزرات القائمة في الدولة على تنسيق جهودها فيما بينها، لكن من احتفل في حقبة الستينيات والى أواخر الثمانينيات عاش روعة الفرحة بالعيد الوطني المختلفة شكلا ومضمونا أحيانا. في شهر فبراير يتسابق الجميع بإظهار الفرح بهذه المناسبات الوطنية.
لكن هناك بعض الظواهر السلبية التي يجب لفت النظر إليها والتي تعكر بهجة الاحتفالات مثل «رش الماء وغيره وبعض الممارسات المستهترة» والتي يتم البعض منها بتشجيع الأهالي وقد تنقلب موازين حياة بعض المحتفلين بالأعياد من الفرحة إلى الحزن بالوقوع في مصيبة لا يعلمها إلا الله، ومع غياب التوعية والإرشاد من قبل المعنيين، أود لو تكثف التوجيهات والإرشادات بتعريف المواطن والمقيم بأسس وضوابط الاحتفال بالأعياد الوطنية وتطبيق القانون تجاهها حتى نتمتع جميعا بفرحة الوطن في عيده.
أتقدم بأسمى آيات التهاني والتبريكات إلى مقام صاحب السمو حفظه الله وسمو ولي عهده الأمين والشعب الكويتي بالأعياد الوطنية المباركة.
وكل عام والكويت ترفل بأثواب العز والفخار، فأهلا بالأعياد الوطنية..