بعد أن فرضت الحكومة حظر التجول الجزئي، وصمتت أصوات الشوارع انصياعا للأوامر السيادية، وذلك ضمن حزمة من الإجراءات الوقائية منعا لانتشار الجائحة (كورفيد ـ 19)، فانني أبارك بكل فخر كل ما قامت به الكويت قيادة وحكومة وشعبا، تلك الجهود التي أذهلت العالم المتطور، بما قدمته من سبل الرعاية الصحية اللازمة بأحدث المعدات الطبية، الى جانب الشق التوعوي والإرشادي الإيماني من قبل وزارات الدولة التي ارتقت بمستوى أدائها إلى مقام الدول الكبرى بأنظمتها الصحية بل والمساوية لها.
فقد قامت الأجهزة المعنية من وزارات الدولة وسبل التعاون مع المواطن والمقيم، بالدعوة إلى التطوع للمساهمة في الحد من انتشار الفيروس القاتل «كوفيد ـ 19» سواء في استقبال أفواج القادمين من الخارج الكويتي للاطمئنان على صحتهم من خلال استقبالهم في قاعات معدة لفحصهم ومنتزهات لـ «الحجر الصحي» بأرقى المضايف وروح العائلة وعظم المسؤولية.
ولن ننسى دور الوزراء ومنهم من جنّد نفسه لخدمة ومتابعة سير العمل، وبدوري أشكر وزير الصحة الشيخ د.باسل الصباح على جهوده العظيمة وطاقمه من عاملين ومتطوعين، وكل الشكر لوزير التجارة والصناعة خالد الروضان وذلك لما رأيناه من تواجد فعلي في أرض الحدث.
وهنا أقول إن المراهنات السياسية سقطت فالكويت صف واحد كالبنيان المرصوص، ومن كان يراهن على أفضلية الأنظمة الصحية الأجنبية في علاج مرضانا، أثبتت الأزمة للجميع نجاح الخطة الحكومية وكيف فتحت الكويت أبواب الرعاية الصحية لجميع الفئات والأعمار سواء للمواطن والمقيم، ولابد أن نذكر أن في خضم المعركة الشرسة مع فيروس «كوفيد ـ 19»، علينا تفعيل ما هو معطل ومثاله وهذا وقته، تفعيل الحكومة الإلكترونية التي تسهل إجراء المعاملات على اختلافها، من عقود وتوثيقات للمواطن والمقيم، فنحن لدينا الكثير من الخطط التنموية المعطلة والتي كانت منجزة طي الأدراج، فلتخرج هذه المشاريع ومنها «الحكومة الإلكترونية» والتي تعمل بها وعليها دول خليجية مجاورة سبقناها في الانجاز وسبقتنا بالتفعيل، وذلك للصالح العام وتلك المشاريع بكل تأكيد ستوفر العناء على المواطن والدولة، وتفعيل هذه الخدمات ما هي الا تفعيل نماذج اخرى ومنها فكرة التعليم المتطور عن بعد والتي سبقتنا إليه دول خليجية مجاورة.. فلماذا نعطله؟
لقد قدمت الكويت وفق سياساتها الإنسانية الرعاية الصحية للمواطن والمقيم على حد سواء، بل وساهمت بوضع الحلول للوافد الكريم من خلال إجراءات إنسانية، تم منحها لمخالفي قانون الإقامة بالعفو عن الغرامات، وتسيير الرحلات إلى بلدانهم دون مساس بالكرامات والحريات.
وبعد كل هذه الجهود المباركة: أطل صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد بخطابه السامي علينا، ليحدثنا الوالد عرفانا من سموه بالرضا والفخر بما قدمته وتقدمه الحكومة الرشيدة وأبناء الكويت في مثل هذه الظروف الاستثنائية، فسلامة كل من على أرض الكويت هو الأساس الذي دفع الجميع لمحاربة هذا الفيروس الكوروني المتجدد، وأن سموه لينتظر منا الكثير أهمها الالتزام بما تقره القيادة السيادية من قرارات، لحفظ الأرض والحرث والنسل.
كما اعطى سموه طريقا نحو الشعور بالإيجابية والتفاؤل، راسما بكلماته المستقبل القريب المشرق، فقال سموه ستنجلي هذه الغمة.. وستعود الحياة كما كانت وسيرفع الله البلاء.. وسنعود لمقاعد الدراسة وسيقرع الجرس معلنا بدء الدوام الدراسي، فقط ثقوا بالله واحسنوا به الظن فرب الخير لا يأتي إلا بالخير.. سنفرح وستفرح الكويت وستعود اللقاءات الجميلة. عاشت الكويت وعاش الأمير وحفظ الله الجميع من كل مكروه.
[email protected]