منذ بداية الجائحة التي اجتاحت بلدي «الكويت» وأنا أسطر عبر مقالاتي الكثير من الرؤى، التي كنت قد استشرفتها في مقالاتي قبل سنوات عدة تحت فكرة «الإصلاح والتجديد والمحاسبة»، وكانت من باب التمحيص لمتابعاتي ككاتب كويتي حريص على مصلحة وطنه وأبناء شعبه، تلك المقالات لاقت رواجا كبيرا، وذلك ما اعتبرته «وجدانا جمعيا» رأيته ورآه آخرون من أبناء الوطن، وما زلت أسطر رؤيتي للإجراءات ومتابعتي للتطورات دقيقة بدقيقة.
الضمير الجمعي مصطلح تم تطويره كطريقة لوصف كيفية اجتماع مجتمع بأكمله لمشاركة قيم متشابهة، وكانت القيمة الأكبر «تحدي جائحة كورونا فيروس- كوفيد 19» وتحريك الملفات المعطلة ومنها التركيبة السكانية وكشف الفساد ومحاسبة الفاسدين، في ظل هذا الوجدان الجمعي الذي تكلل بالمواقف الإنسانية تجاه الإخوة الوافدين على أرض الكويت، وقد قابلت تلك الأيادي الكويتية ناصعة البياض ردود أفعال من حكومات دول العالم تأييدا أو رفضا للإجراءات المتخذة، لكن الحكومة تسير بإجراءاتها وخطتها المرسومة تحت عنوان عريض «الكويت ثم الكويت ثم الكويت».
وأتى دور صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد الحاضن لأبنائه في الداخل والخارج، بتواجده المطمئن عبر «بياناته» بإطلالاته المرئية التي أثلجت صدر كل الكويتيين ومنحتهم الأمان النفسي، وتصدت الحكومة الرشيدة لكل السلبيات التي شهدتها الدولة وسيطرت عليها مثل تنظيم ترحيل الوافدين، والعمل على جلب دواء وعلاج بخبرات طبية صينية وخبرات عالمية، سعيا للحد من انتشار الوباء، وجندت الدولة كل إمكانياتها بتوفير الأمن الغذائي وما زالت الحكومة تعالج كل ثغرة يثبت وجود الفيروس بها.
أما الصفوف الأولى التي وقفت صفا واحدا لأجل الوطن، فهي بناتنا وأبناؤنا من الأطباء والمتطوعين، والمتابعين لكل طارئ فهاجمهم الوباء وما زالوا مصممين على أن تكون الوقفات «كويتية خالصة، لذلك انسجم الكويتيون في ظل هذا الوباء القاتل معتزين بقيم الإخلاص والوفاء والعون والإنسانية، وقبل هذا كله ما كنا نريد تدريسه لأبنائنا من حب الوطن والحرص عليه وجدنا، أنهم هم عليه بالفطرة، لقد حفظ أبناؤنا الدرس الذي أردناه وهو أن الكويتي يستطيع ومبدع وسباق في كل المجالات» أن يقوم بجميع الأدوار.. فكلنا صف واحد لأجل الوطن.
حفظ الله الكويت وأسبغ على أميرها الصحة وطول العمر.. اللهم آمين.
[email protected]