جاء تطبيع دولة الإمارات العربية المتحدة الشقيقة مع العدو الإسرائيلي فارقة في تاريخ السياسة الخارجية الخليجية العربية إذ أحدثت جلبة كبيرة في الشارع العربي.. فلماذا كل هذه الجلبة؟!
وقد أوضحت أبوظبي حسن النوايا ورؤيتها لمصالحها الداخلية، كدولة لها سيادتها، وهذا حقها المشروع.
تمر المنطقة العربية والسياسة الدولية بضائقة انعكاس أجواء الانتخابات، سواء الإسرائيلية أو الأميركية وقد تبدو الحظوظ للمرشحين ليست كما يريدونها، وكان الضمان الذي أريد هو الاتفاق التاريخي، لإحراز تقدم أميركي في الملف الفلسطيني والشرق الأوسط تحت عنوان صفقة القرن.
ومن المعلوم أن موقف مؤسسي دول مجلس التعاون الخليجي حكام الأوطان الخليجية عملوا على مدى سبعين عاما، منشغلين بدعم القضية الفلسطينية ولكن تختلف الرؤى باختلاف الزمان والرجال.
وهكذا يعتبر تطبيع دولة الإمارات مع إسرائيل أمرا سياديا، يجب ألا نتدخل فيه من قريب أو بعيد، خصوصا بعد تأييد واضح من سلطنة عمان الشقيقة، بل بدا واضحا أن المملكة العربية السعودية بثباتها على موقف السلف الملكي، وقطعت ألسن المغرضين القائلين بأنها طبعت كما الشقيقة الإمارات، لكن جاء رد الملك سلمان بن عبدالعزيز قاطعا، بأنه لا سلام مع إسرائيل ولا مصالحة إلا على أساس عودة الفلسطينيين إلى وطنهم.. وهذا الحق العربي العادل.
وبدورنا في الكويت ومنذ 1948 حملنا القضية الفلسطينية في قلوبنا وعقولنا وعلى أكتافنا، والشارع الكويتي بقيادة السلطتين التشريعية والتنفيذية ماضون على هذا.. وان اضطرت الكويت للمصالحة، فستكون آخر الموقعين في ظل خطة سلام عادلة تضمن للفلسطينيين حق المواطنة في دولة فلسطينية مكتملة الأركان شرعية وسلطة فلسطينية على المسجد الأقصى أولى القبلتين.
لذلك لكل المطبلين ضد الإمارات الشقيق.. ولكل المطبلين مع التطبيع، أقول: الوحدة الخليجية ضالتنا، وعلينا ألا ننجر للفتن فيما بيننا، وعلى المؤزمين للأحداث أن يستريحوا فهناك المنصفون على خطى العادلين أولي الأمر، ولن يضيع حق عربي طالما رجالاتنا رجال أمة.
كلمة: اللهم اكتب لوالدنا القائد صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد الشفاء والعافية وأطل عمره على طاعتك.. آمين.
[email protected]