قال الله تعالى (كل نفس ذائقة الموت وإنما توفون أجوركم يوم القيامة) صدق الله العظيم، فقد الوسط الأدبي والإعلامي الكويتي والسوري الروائي الكاتب الإعلامي الصديق عدنان فرزات أبوعمر، حيث وافته المنية في الكويت أمس، وكنت من قريب قبل وعكته الأخيرة ودخوله إلى العناية المركزة قد تواصلت معه هاتفيا للاطمئنان على الحال، وكان لقائي الأخير به قبل سنة في رابطة الأدباء الكويتيين، وبمزيد من الحزن والآسي، أتقدم بأسمى آيات التعازي لذويه وأصدقائه في الكويت والشقيقة سورية، أسأل الله تعالى أن يسكنه فسيح جناته ويلهم ذويه الصبر والسلوان.
لقد تعرفت إلى الأديب والإعلامي الكبير عدنان فرزات من خلال عمله الدؤوب في خدمة الإعلام الهادف وأدب الرواية العربية، فأينما وجدنا حراكا أدبيا وإعلاميا وجدنا الراحل عدنان فرزات، أسس رحمه الله لورشات أدبية وسينمائية وإعلامية استقطبت مجاميع من المهتمين الكويتيين التحقوا بتلك الدورات ومنها دورة «تحفيز الخيال والتفاصيل الصغيرة في الرواية» في رابطة الأدباء الكويتيين بالتعاون مع ملتقى «سين» السينمائي.
وصدر عن الراحل خمس روايات، «جمر النكايات» ثلاث طبعات منذ عام 2010، «رأس الرجل الكبير» طبعتان خلال2011، «كان الرئيس صديقي» سنة 2013، «لقلبك تاج من فضة» 2014، «تحت المعطف» 2015، مسرحية «اشتراك» قدمها مسرح المعهد العالي للفنون المسرحية على خشبته عام 2013 في مهرجان الكويت المسرحي المحلي بعنوان عنق الزجاجة.
كما وظف الراحل أدب الرواية من خلال ورشات تدريبية أقامتها أكاديمية الأدب التي تأسست من خلال رابطة الأدباء الكويتيين، فكانت الورشات من كتاب «لا تسأل أحدا: كتابة القصة على طريقة أحسن القصص» 2015، دورة «صناعة الرواية سينمائيا، في رابطة الأدباء الكويتيين»، ودورة «أساسيات الإعلام الإلكتروني»، تم تكليفه بها من قبل الهيئة العامة للشباب والرياضة بالتعاون مع جمعية الصحافيين الكويتية، دورة كتابة السيناريو للبرامج والأفلام الوثائقية وإعداد الأسئلة الحوارية في تلفزيون الكويت، بناء الشخصية الروائية «ورشة لمجموعة مسرحية»، محاضرة عن كتابة القصة القصيرة وفق قواعدية قصة يوسف عليه السلام في القرآن الكريم في رابطة الأدباء الكويتيين.
كما أنتج أفلاما وثائقية ومنها فيلم «ما ينهز الفنجان» إنتاج تلفزيون الكويت وحصل على الجائزة الذهبية في مهرجان الإذاعة والتلفزيون في دورته السادسة عشرة في تونس وفيلم «رحيل الطيور الطائرة» إنتاج تلفزيون الكويت، فيلم «وطني الثاني: على الحلوة والمرة» إنتاج تلفزيون الكويت وأخيرا.. فيلم «العتمة والنور» إنتاج تلفزيون الكويت وحصل على الجائزة الفضية في مهرجان الإذاعة والتلفزيون في دورته السابعة عشرة في تونس.
وإذ ننعى الزميل الراحل الإعلامي السوري الخلوق والمحبوب والقدير لفقدنا إياه، في الكويت والعالم العربي، لأن بفقده فقدنا أحد قامات العمل الأدبي والإعلامي الهادف والمؤثر والذي واكبت إصدارته تداعيات المآسي التي حلت على سورية وأبناء الوطن العربي، بل وكانت مسيرته حافلة لامست قلوب الكويتيين من قريب ومن بعيد.. وبكل آسف ترجل العدنان السوري عن عالمنا.
[email protected]