حزن كويتي عربي ودولي لا يتسع الكون كله أن يترجمه سوى فقدنا لسمو الأمير الراحل الشيخ صباح الأحمد قائد العمل الإنساني، لقد بكت المحاجر، وشهقت الحناجر، والتاعت القلوب على فقدانك ورحيلك يا «بوناصر» فطبت حيا وميتا.
وقد نودي بصاحب السمو الأمير الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح، حفظه الله، بعد أدائه اليمين الدستورية يوم الأربعاء 30/ 9/ 2020 وفق المادة 60 من الدستور، ليعين سموه أميرا للبلاد خلفا للمغفور له بإذن الله سمو الشيخ صباح الأحمد، ليكون الأمير الـ 16 للكويت من سلالة الحكام الحكماء، فخير خلف لخير سلف، اللهم وفقه وسدده وارزقه البطانة الصالحة.
ولصاحب السمو الأمير الشيخ نواف الأحمد تاريخ حافل بالعطاء السياسي منذ تدرج سموه في سلم المسؤولية الوطنية ناهلا من مدرسة أخيه المغفور له بإذن الله والد الجميع الأمير الراحل الشيخ صباح الأحمد رحمه الله وأسكنه فسيح جناته. وقد تقلد صاحب السمو الأمير الشيخ نواف الأحمد، حفظه الله ورعاه، مناصبه السياسية والوطنية بداية من عمله محافظا لمنطقة حولي منذ عام 1962، ثم وزيرا للداخلية عام 1978، ووزيرا للدفاع عام 1988.
كما كلف سموه عند تشكيل أول حكومة كويتية بعد تحرير الكويت عام 1991 بتعيين سموه وزيرا لوزارة الشؤون، ثم أصبح نائبا لرئيس الحرس الوطني عام 1994، قبل أن يتولى منصب وزير الداخلية من جديد عام 2003، إلى أن تمت تزكيته وليا للعهد في 2006، بعد تولي سمو الأمير الراحل الشيخ صباح الأحمد، طيب الله ثراه، الحكم، وقد بايعه أعضاء مجلس الأمة آنذاك في جلسة خاصة حسبما ينص دستور البلاد.
لقد عمل صاحب السمو الأمير الشيخ نواف الأحمد خلال الشهرين الماضيين بتكليف من الأمير الراحل نائبا له، سائرا على خطاه سدده الله ورعاه، فاطمئنوا يا أبناء الوطن. وهناك في القادم استحقاقات وطنية فلنعمل مع سموه لإنجازها بنجاح، بداية من انتخابات مجلس 2020 والذي سيكون بإذن الله مجلسا برلمانيا جديدا، ثم تعيين حكومة جديدة خالية من الاصطفافات السياسية كحكومة سمو رئيس مجلس الوزراء الشيخ صباح الخالد.
والكويت بحاجة لتحصين الجبهة الداخلية في ظل التغيرات الإقليمية في المنطقة كالتطبيع والمصالحة الخليجية والأمراض والأوبئة، ومحليا تعديل التركيبة السكانية والمرافق والخدمات والتعليم والصحة، وبكل تأكيد يرى سموه ذلك ويعيه، وستعمل السلطتان بقيادة سموه على ذلك.
واليوم إذ نبايع صاحب السمو الأمير الشيخ نواف الأحمد على السمع والطاعة وعلى اقتفاء آثار أميرنا الراحل الشيخ صباح الأحمد في الوعي الوطني ضد الطابور الخامس من الداخل والخارج، أقول لك يا سمو الأمير «طبت وطابت خطاك يا خير خلف لخير سلف».
٭ كلمة: رحم الله أمير الإنسانية الشيخ صباح الأحمد، وأسكنه فسيح جنانه وألهمنا على فراقه الصبر والاحتساب.. آمين.
[email protected]