مع ظهور نتائج الانتخابات النيابية 2020 شهد الوضع السياسي تجاذبات بين السلطتين واختلاف في الرؤى والأولويات، لاسيما فيما يتعلق بالعفو وقانون المسيء والمرئي والمسموع، وصلت العلاقة إلى مرحلة التأزيم للإصرار على أولويات يراها البعض واجبة الاعتماد.
هذا الوضع استوجب تفضل صاحب السمو الأمير الشيخ نواف الأحمد، حفظه الله، بتوجيه عدة وصايا سامية وهي تمكين الحكومة من أداء القسم وفقا لما يقتضه الدستور، وإعطاء رئيس مجلس الوزراء سمو الشيخ صباح الخالد والحكومة الفرصة الزمنية الكافية لممارسة دورهما ومسؤولياتهما، خصوصا في ظل الظروف التي يمر بها الوطن والمنطقة بأسرها. والتعاون البناء بين السلطتين، ووضع المصلحة العليا للوطن فوق أي اعتبار، واحترام القضاء، ولاسيما أحكام المحكمة الدستورية، والالتزام بأحكام الدستور، خصوصا المادة الـ 50 منه المتعلقة بالفصل بين السلطات.
وتأكيد سموه على التمسك بالمسيرة الديموقراطية والمحافظة عليها، وثقته بأبنائه النواب وحرصهم على تجاوز هذه المرحلة بحكمة ووعي ليتسنى توجيه جميع الجهود والطاقات لتحقيق كل ما ينشده الوطن والمواطنون من نمو وتقدم وازدهار.
كانت لتوجيهات سموه الأثر الطيب في نفوس الجميع، وتمت ترجمتها بشكل فوري من خلال تمكين الحكومة من أداء القسم أيضا، فلا احد يختلف مع التوصيات السامية الخاصة بالفصل بين السلطات واحترام أحكام القضاء، لذا فإن المطلوب أن يمضي الجميع قدما في تنفيذ الوصايا السامية الأخرى بمد يد التعاون بين السلطة التشريعية والتنفيذية وتمكين سمو رئيس الوزراء وفريق عمله من أداء مهامهم، وليس التلويح بالمساءلة حتى قبل أن تبدأ العمل، وباعتبار أن الإصرار على التصادم لن يفيد نفعا، وعلينا أن نستفيد من تجارب الدول الديموقراطية الأخرى، وأن يلتزم الجميع بوصايا صاحب السمو الأمير، ونقول سمعا وطاعة يا صاحب السمو.
إن الديموقراطية المثمرة تتطلب التعاون والحوار وليس التشبث بالرأي، واذا كانت تعني أيضا تباين في الرؤى وأحقية النواب في طرح والترويج لما يرونه، ولكن في المقابل السلطة التنفيذية لديها أولويات مهمة تراها، وبالتالي لابد من التروي وإعلاء مصلحة الوطن.
٭ آخر الكلام: رغم المهام والمسؤوليات الجسام الملقاة على وزير الداخلية الشيخ ثامر العلي ووكيل الوزارة الفريق عصام النهام، إلا أن ذلك لم يحل دون ترقية 1210 ضباط من مختلف الرتب و4659 من ضباط الصف و833 من الأفراد وهم يستحقون الترقية لجهودهم وأبارك لكل المرقين، «تستاهلون».