شهدت الكويت مأساة بإزهاق حياة سيدة وأم فاضلة غدرا أمام ابنتها من قبل شخص لم يراع حرمة شهر فضيل، وإزاء هذا الحدث الجلل، أدعو المولى أن يلهم ذويها الصبر والسلوان ويدخلها فسيح جناته، وأن ينال القاتل القصاص العاجل.
جرائم القتل والمشاجرات لا يمكن فصلها عن ظاهرة العنف والتي تعد تحديا وطنيا وسبق أن طالبت في اكثر من موضع بضرورة تكاتف الجهود بين جميع السلطات والأسرة والمنزل، على أن تكون البداية بتعديل السلوكيات والاخلاق والتربية داخل المنزل والمدرسة والجامعة ومضمونها نبذ العنف واحترام القانون.
ملف العنف والحد من الجريمة بالضرورة يتقدم أولويات معالي الوزير الشيخ ثامر العلي، ووكيل الوزارة الفريق عصام النهام، وبإذن الله نلمس قريبا ما يحقق ذلك، شخصيا دعوت بسرعة البت في القضايا وتنفيذ احكام الاعدام بحق القتلة وتجار المخدرات حتى يتحقق الردع المنشود، فلا يجوز أن يبقي شخص ازهق روحا على قيد الحياة لسنوات رغم صدور حكم نهائي بات.
إحقاقا للحق من غير الجائز تحميل «الداخلية» المسؤولية كاملة عن الجرائم العنيفة، لأن الجميع يتحمل المسؤولية في الحد من تلك الجرائم بالتوعية ومن خلال مجابهة آفة المخدرات باعتبار انها السبب الرئيسي وراء العديد من الجرائم.
إلقاء البعض بالمسؤولية عن الجريمة على «الداخلية» انطلاقا من ان المجني عليها تقدمت ببلاغات ضد القاتل، وكان يجب توفير حماية والى ما ذلك لابد من التوقف امام ذلك بالتحليل.
دور رجال الأمن يتشعب بين حماية المجتمع وتطبيق القانون والحد من الجريمة، ولكن بدون مساندة منا كشعب واع متحابّ متساند لا يمكن لهم ولأي جهاز امني في العالم ان يحقق اهدافه، والدليل ان العديد من الدول المتقدمة ورغم تخصيص قطاعات كاملة وأجهزة لمكافحة الارهاب تقع بها هذه النوعية من الجرائم.
نقدر العتاب واللوم الموجه للداخلية بعدم توفير الحماية للفقيدة لكون الجاني هددها اكثر من مرة، وفي المقابل يجب ان ننظر الى اعداد القضايا المماثلة.
قضايا التهديد بالمئات سنويا، وليس باستطاعة الوزارة توفير حماية على مدار 24 ساعة لكل من يتقدم ببلاغ ويتهم شخصا بتهديده، وآمل ان تقوم الداخلية بتصنيف حجم التهديد الذي يتعرض له شخص ما وترفع ذلك للنيابة. وللعلم فإن سلطة الداخلية تنحصر بتسجيل قضية وضبط المتهم وإحالة الأمر الى النيابة العامة مرفق بتحريات المباحث، مع التذكير بأن الوزارة لا تملك بحكم الدستور والقانون خيارات استمرار الحبس أو اطلاق السراح.
٭ آخر الكلام: خالص العزاء الى الفريق الركن م.هاشم الرفاعي لوفاة العميد متقاعد أحمد الرفاعي، وإلى الفريق م عبدالفتاح العلي لوفاة شقيقة وإلى مدير أمن حولي اللواء عبدالله العلي لوفاة والدته. وأسأل المولى ان يتغمدهم بواسع رحمته ويسكنهم فسيح جناته.