أول أيام العام 2023 تلقيت دعوة من قناة العدالة للحديث في البرنامج المتميز «عالسيف» حول أهم القضايا والملفات الامنية سواء تلك التي تعاني منها دولتنا الغالية او تلك التي عايشتها وتعاملت معها خلال مسيرتي في وزارة الداخلية والتي بدأت منذ العام 1972 حينما تدرجت في العمل بمحافظة الأحمدي ضابطا ثم انتقالي الى محافظة حولي ضابط مخفر وعقب ذلك عملي رئيس قسم الجوازات بمطار الكويت الدولي ثم انتقالي الى قطاع الأمن الجنائي ضابط مباحث قبل العودة إلى قطاعي المفضل «الأمن العام» والذي عملت به مديرا عاما لأمن الاحمدي وأخير مديرا عاما لأمن العاصمة قبل ان أنهي مسيرتي في وزارة الداخلية.
خلال المقابلة سئلت عن قضية المخدرات فأعدت التأكيد على انها آفة كبيرة تعاني منها الكويت والغالبية العظمى من دول العالم وان هناك «مافيا» تدير هذه التجارة المحرمة. وأشرت الى ان الاهتمام الكبير للنائب الاول لرئيس مجلس الوزراء ووزير الداخلية الشيخ طلال الخالد بدأت الكويت تحصد ثمارها بضبط كميات كبيرة من المخدرات والحبوب والخمور والتي يصعب التصديق بأنها موجهة فقط إلى داخل البلاد.
علاج آفة المخدرات يتطلب تقديم الخدمات الصحية التأهيلية العلمية للمتعاطين وإنشاء مراكز كافية للعلاج من الإدمان.
المدمن يمكن التعرف عليه من خلال عدة علامات كالاكتئاب وكثرة إنفاق الأموال وظهور اضطراب في الشهية ويميل الى العنف والعدوانية ودائما ما يعاني من الأرق أو كثرة النوم، وقد تقترن بتلك العلامات فقدان اغراض ثمينة، لذا فهناك ضرورة لحملات توعوية توجه الى الآباء والأمهات والزوجات والتواصل فورا مع الخط الساخن لتلقي البلاغات على الا تحتسب له سابقة حتى لا يتأثر مستقبل الابن او الابنة او الزوج بهذا الطريق الخطر.
اما ملف العنف الذي كان من بين المحاور فأكدت ان عددا كبيرا من قضايا العنف مرتبطة بانتشار المخدرات وكذلك عدم استغلال طاقات الشباب وتركهم فريسة للفراغ. ودعوت الى تدشين نواد بها رياضات متنوعة بما في ذلك العنيفة مثل الملاكمة والمصارعة وإقامة حلبات لقيادة المركبات يتوافر بها اشتراطات للسلامة، والعمل على إيجاد منافذ للترفيه.
وتفعيل دور القطاع الخاص في انهاء البطالة بتفضيل الشباب الكويتي مع التركيز على سلوكياتنا كآباء وأمهات، باعتبارهم القدوة للأبناء وتبصير الآباء بالتدقيق عما يصدر عنهم لتحفيز الابناء على نبذ العنف.
ايضا تطرقت الى الشرطة النسائية واهمية التوسع في الحاق العنصر النسائي بالعمل الميداني وزيادة اعدادهن في المخافر وقطاع الامن العام على وجه التحديد باعتباره العمود الفقري لوزارة الداخلية وكون المخفر واجهة الوزارة ويتردد على مخافرنا نساء قد يشعرن بالحرج في قضايا بعينها ووجود ضابطات او شرطيات يستمعن اليهن يزيل هذا الحرج.
حديث الذكريات حول القضايا التي تعاملت معها كان مطولا، شكرا لقناة العدالة.
آخر الكلام: الاستعانة بكاميرات الجيل السادس لرصد مخالفات استعمال الهاتف النقال باليد وعدم ربط حزام الأمان والضبط التلقائي لحالات الانعطاف بالممنوع يمينا او يسارا او الرجوع عكس السير والوقوف في المربع الاصفر عند تقاطعات الاشارات الضوئية وتجاوز السرعة خطوة مهمة وتوفر الجهود التي يبذلها رجال المرور، لذلك نأمل استبدال الكاميرات القديمة بالحديثة. حفظ الله الكويت وشعبها من كل مكروه.