تولي وزارة الداخلية منذ فترة طويلة قضية التسول اهتماما كبيرا انطلاقا من كونها ظاهرة غير حضارية حيث يجب ألا يكون لها مكان في الكويت، ورغم هذه الجهود تستمر الظاهرة بصور محدودة في بعض الأسواق والمساجد خاصة من قبل النساء.
العقوبة التي توقع على المتسولين الوافدين هي الإبعاد الإداري، وفي اعتقادي أنها عقوبة تتناسب مع ما ترتكبه هذه الشريحة بحق المجتمع لكونها ابتزازا ايضا للمارة، وحتي أكون واقعيا في الطرح فنحن أي المواطنين نتحمل جزءا كبيرا من استمرارها لأننا تعودنا عن العطاء وللآسف هناك من يحرص على الاستمرار في هذا العطاء في غير موضعه، إذ يتحتم أن نقدم الزكاة وحتى الأطعمة المتبقية إلى لجان خيرية لديهم علم تام بأناس في أشد الحاجة إلى المساعدة، ومع ذلك يتعففون عن مد أيديهم وقد ينامون وأبناؤهم جوعى ويرفضون التسول.
في السنوات القليلة الماضية استجدت ظاهرة مخيفة ولاتزال أجهزة وزارة الداخلية تغض البصر عنها ولا اعلم مبررات ذلك الا وهي تسول الأطفال وتسول عدد من الباعة الجائلين عند التقاطعات الضوئية، هذه الظاهرة للأسف تشتد ضراوة في فصلي الشتاء والربيع على مدار اليوم لتحسن الطقس، وفي فصل الصيف نجدها بكثافة في فترة ما بعد غروب الشمس، وأيضا نتحمل نحن المسؤولية على استمرارها لأننا نعطي هؤلاء ونساعدهم على الاستمرار في هذه الظاهرة من باب الشفقة، وأقولها بصراحة: نحن مخطئون.
تسول الباعة والأطفال على وجه الخصوص ظاهرة خطيرة خاصة بالنسبة للأطفال لأنهم يتجولون بين السيارات وبالتالي احتمالية تعرضهم لحوادث دهس ورادة.
إذن ما هو الحل؟ الحل برأيي أن تولي «الداخلية» هذه القضية اهتماما من خلال حملات أمنية وأن تأخذ بحق أولياء أمور الأطفال عقوبات رادعة.
آمل من وكيل وزارة الداخلية لشؤون الأمن العام اللواء الشيخ فيصل النواف ووكيل الأمن الجنائي اللواء خالد الديين التصدي لهذه الظاهرة.
اعتقد ان غالبية الأطفال المتسولين يتم اجبارهم من قبل ذويهم على التسول بهذه الطريقة، وبالتالي يجب إبعادهم وأسرهم ومتي ما اظهرت الداخلية الحسم والحزم مع هذا النوع من التسول لانخفضت الظاهرة الى حدودها الدنيا مع التنويه بأن هناك زائرين من بقاع العالم يأتون إلينا ويجب على «الداخلية» ألا تسمح للزائرين بتكوين انطباع لا يليق بالكويت، دولة العمل الإنساني فعطاؤها ممتد في كل بقاع العالم.
آخر الكلام
الملاحظ أن الطرقات بدأت تشهد تحسنا ملموسا في حركة المركبات ولم تعد بذات الاختناقات التي عانينا منها لسنوات بنفس صورتها. نعم ساعات الذروة تشهد اختناقا وهذا امر طبيعي.
من المؤكد ان وراء هذا الانجاز قيادي يعمل بإخلاص وصمت وهو وكيل وزارة الداخلية اللواء جمال الصايغ، وبحسب معرفتي به فانه يمضي ساعات طويلة في متابعة حركة الطرقات ميدانيا او من خلال كاميرات الرصد ويتابع الخطط والانتشار الامني بما يعود على الوضع المروري بالخير، جزاك الله خيرا وكثر الله من امثالك يا ابو خالد.