للأسف تتزايد قضايا العنف الطلابية او ما يعرف بتنمر الطلاب بصورة مخيفة، ومع ذلك لا تحظى القضية - رغم خطورتها - بالاهتمام الكافي، فما ان يمر أسبوع حتى نرى على وسائل التواصل قضية عنف طلابي، وما خفي كان أعظم «أي ما لم ينشر أو يبلغ عنه الكثير والكثير»، العنف في المدارس قد يدفع بالعديد من الطلاب الى افتقاد الأمن والخشية من الذهاب للمدرسة لاحتمالية تعرضه للاعتداء.
العنف المدرسي شهد تطورا كبيرا خلال الفترة الأخيرة، ليس في الكم فقط، بل في الأساليب التي يستخدمها بعض الطلاب في سلوكهم، لا أستطيع الفصل بين العنف الطلابي وسلوكياتنا كآباء وأمهات، حتى من دون أن نعي بأن ما يصدر عنا أمام الأبناء يحدث بداخلهم أثرا ويجعلهم يمارسون نفس الفعل، لأنهم تلمسوا العنف من القدوة أي نحن، كما لا يمكن تجاهل الدور السلبي الكبير الذي تحدثه الألعاب الإلكترونية بكل ما تحمله من عنف وقتل، وهذه الألعاب متواجدة بين أبنائنا على مدار الساعة، ومن الطبيعي ان ينعكس ما يمارسونه في أجهزة الحاسوب وفي البلاي ستيشن على تصرفاتهم سواء داخل المدارس او في الأسواق.
الإحصاءات التي قامت وسائل إعلام بنشرها كشفت عن ضخامة المشكلة، إذ كشفت ان هناك أكثر من 35 ألف حالة عنف سلوكي شهدتها مدارس التعليم الحكومي فقط خلال العام الدراسي 2017-2018، كان نصيب البنين منها أكثر من 19 ألف حالة، بينما كان نصيب الفتيات نحو 16 ألف حالة من مجموع الطلبة والطالبات في المدارس، والبالغ عددهم نحو 347 ألفا في جميع المراحل.
التصدي للتنمر الطلابي يستوجب عدة خطوات أولاها ان ننتبه الى طريقة تعاملنا أمام الأطفال سواء كان ذلك داخل السيارة او في علاقتنا داخل الأسرة، ومراقبة الأبناء على الإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي وانتقاء الألعاب التي يلعبون بها على «الجيم» وبناء علاقة صداقة مع الأبناء منذ الصغر وترك باب الحوار مفتوحا دائما، وحتمية ان تقوم المدرسة بدور لا يقف عند حد اتخاذ العقوبات، بل التعرف على مشاكل الطلبة عبر الأخصائي النفسي أو الاجتماعي لرصد أي تغير في السلوك ومساعدته على اجتيازها ومعالجتها.
مع تقوية الوازع الديني وزرع الأخلاق الإنسانية في قلوب الأبناء كالتسامح والمساواة والاحترام والمحبة والتواضع والتعاون ومساعدة الضعيف وتجنب الفراغ واستثمار الطاقات والقدرات الخاصة بهم.
آخر الكلام
ما تعرض له مدير عام الإدارة العامة لمكافحة المخدرات العميد بدر الغضوري من اعتداء غير مبرر يعتبر أحد أشكال ظاهرة العنف التي بدأت تظهر بشدة داخل المجتمع، أتمنى من نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الداخلية الشيخ خالد الجراح اتخاذ ما يلزم للتصدي لهذه الظاهرة وان ينال الجاني العقوبة التي تتناسب مع ما أرتكبه ليكون عبرة لغيره من المعتدين والضاربين بالقانون عرض الحائط.