الأوضاع التي تشهدها المنطقة تستدعي من جميع المخلصين لهذا الوطن، وهم بإذن الله الغالبية العظمى، التلاحم والثقة في أجهزة الدولة والوعي بأننا لسنا طرفا في أحداث تقع خارج حدودنا، نعم نحن قريبون منها إلا أن الحكمة تقتضي النأي بأنفسنا مع اعتبار ان ما يصدر عن البعض ويكون مخالفا لسياسة الدولة، هو وجهات نظر تخص أصحابها. في مثل هذه الاوضاع المتوترة يجب ان نتجنب ترديد معلومات غير موثقة وغير صادرة عن جهات رسمية.
في توقيتات شديدة الحساسية والدقة نلاحظ صدور شائعات تبث لأهداف بعينها، وقد يتم ترديدها من قبل أناس بسطاء عن جهل وبغير سوء نية، ولكن حتما من يقوم بنشرها أناس لديهم أهداف ويدركون ويعرفون الغايات من ورائها، وفي الغالب أهدافهم تكون خبيثة.
الشائعات والأخبار الملفقة تشكل خطرا كبيرا يهدد استقرار الدولة وأمن أجهزتها، وتخلق حالة من البلبلة في المجتمع، وتشكل أيضا عبئا إضافيا على كل أجهزة الدولة. وبالتالي، فإن تجنب ترديد الأكاذيب يحبط المروجين لها ويفشل مخططاتهم.
والسؤال الذي يطرح نفسه، كيف نجابه الشائعات وما الجهات المنوط بها ؟ وزارة الداخلية وعبر قطاع الأمن الجنائي تقوم مشكورة بملاحقة مصدري هذه الشائعات وإحالتهم الى القضاء، وفي مقابل ما تبذله أجهزة وزارة الداخلية فإن هناك دورا لا يقل أهمية عن الدور الأمني، فالمواطن مطالب في معظم الأوقات بالتريث في تداول أي معلومات والثقة بأجهزة الدولة التي تحرص أشد الحرص على إخطار المواطن بكل ما يدور من منطلق الشفافية، مؤسسات الدولة الرسمية هي الأخرى يقع على عاتقها دور لا يقل أهمية، وأنجح وسائل التصدي للشائعة وكشف زيفها هو شفافية ومصداقية أجهزة الدولة المعنية بالشائعة، ومصارحة الرأي العام بالحقائق لبث الطمأنينة وتعزيز الثقة.
المنابر الدينية مطالبة هي الأخرى بالتذكير بما حث عليه ديننا الحنيف بشأن الشائعات، والتذكير بقوله تعالى: (يأيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا أن تصيبوا قوما بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين ـ الحجرات: 6). وفي هذه الآية المباركة وصف الله تعالى مروجي الشائعات بالفاسقين، وحث الناس على التثبت والتبين قبل قبول الخبر الكاذب، وكذلك بقول صلى الله عليه وسلم: «من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيراً أو ليصمت».
وبما قاله علي بن أبي طالب كرّم الله وجهه: «إذا تم العقل نقص الكلام»، و«بكثرة الصمت تكون الهيبة».
آخر الكلام
الجهد الكبير الذي بذلته جميع أجهزة وزارة الداخلية بالتزامن مع بدء العام الجديد، أعاده الله علينا جميعا بالخير، يستحق منا ان نحيي ونشكر جميع رجال الأمن، ايضا فإن التعليمات الصادرة من الوكيل الفريق عصام النهام بشأن حظر إقامة حملات تفتيش خلال الاحتفال ببدء العام الجديد أحدثت انسيابية في الطرقات ولم يعق السير مثلما حدث في السنوات الماضية، وكانت التعليمات رسالة واضحة من «الداخلية» بترحيبها بالاحتفالات التي لا تؤذي أو تمس بحريات الآخرين وتعرض حياة المحتفين للخطر.