غالبا ما ترتبط الشائعات بأزمات تمر بها البلدان وتزداد حدة متى ما كانت هناك بيئة خصبة كما هو الحال عند تفشي وباء كورونا حول العالم وحالة الذعر التي تعيشها جميع الشعوب، مروجو الشائعات أهدافهم ليست خافية ولا تخرج في معظم الأحوال عن بثّ الرعب.
وفي احيان اخرى تشكل الشائعات قوةً ضاغطةً تفرض هيمنتها على صانعي القرار، ممّا يؤدّي إلى العجلة في إقرار بعض القوانين أو التراجع عن البعض الآخر بشكل لا تتحقق به المصلحة العامة، وترفع مستوى الشك بمدى مصداقية وموثوقية الجهات المختصة وأصحاب القرار.
وسائل التواصل تعتبر بالنسبة للشائعات بيئة خصبة وأداة سريعة ومؤثرة لتداول الأخبار الزائفة خاصة عبر الواتساب وغيرها من الوسائل الحديثة. خلال الايام القليلة الماضية راجت المئات من الشائعات الخطيرة وهو ما احدث الكثير من اللغط والبلبلة والتهويل.
مجلس الوزراء الموقر اتخذ موقفا تاريخيا وسيسجله التاريخ بأحرف من ذهب بوقف العمل بالقطاعين العام والخاص وإغلاق الحدائق وتعطيل وسائل النقل الجماعية ومنع التجمعات واداء الصلاة في المنازل وكل ذلك لكبح جماح فيروس كورونا وتحقيق أقصى سلامة المواطنين والمقيمين وبما يمكن معه تقليص الأضرار والخسائر الى ادنى حدود ممكنة، وبمجرد صدور هذه القرارات فوجئنا بكم رهيب من الشائعات حتى وصلت الى المجاهرة بنشر أخبار ملفقة ومثيرة للبلبلة والهلع منسوبة لقياديين في وزارات الصحة والشؤون والداخلية .
الوزارات المعنية سارعت الى نفي ما تم تداوله، وكان ابرز هذه الشائعات ما ذكر عن تحديد التنقل بساعات محددة وهو ما دفع بإدارة العلاقات العامة في «الداخلية» مشكورة بنشر توضيح للعقيد ناصر ابو صليب وتكذيب ما اشيع بحظر تجول خلال ساعات بعينها واكدت «الداخلية» ملاحقتها لمروجي هذه الشائعات.
أثق في قدرة مجلس الوزراء الموقر وسمو الشيخ صباح الخالد على اتخاذ كل ما يلزم من إجراءات، وقد تصدر قرارات اكثر شدة وحزم لتنهي حالة الاستخفاف وعدم الالتزام بالتواجد في المنزل والتجول رغم المطالبات الرسمية والطبية، وشخصيا ارى ان اخطر من الإشاعة هو اعادة بثها لأننا بذلك نحقق رواجا لها .
آخر الكلام: ما ان اعلن مجلس الوزراء عن تعطيل العمل وحظر الطيران شاهدنا تدافعا غير مبرر على الأسواق والجمعيات لشراء السلع، هذا الاندفاع تعامل معه معالي وزير التجارة خالد الروضان بحكمة شديدة فقام بجولة على مخازن الكويت العامرة، وقد ظهرت فيها اطنان من المواد الغذائية، تلك الصورة رسخت في نفوس جميع المواطنين أن المخزون الغذائي وافر وهو ما انعكس على عودة الأسواق الى طبيعتها، عساك على القوة .