طبيعي ان تصدر تصريحات من مسؤولي الطيران المدني وشركات النقل الجوي عن استكمال الاستعدادات والجاهزية بانتظار التعليمات، والجميل ان يتم تمكين وتسهيل مهام شركات طيران بنقل الوافدين إلى بلدانهم، وهذا حقهم وخيارهم، ولكن هل من الحكمة والمنطق ان تتم عودة من بحوزتهم إقامات؟
مجلس الوزراء لم يتطرق في مراحل عودة الحياة إلى موضوع إعادة الطيران التجاري أو بالأحرى السماح لجميع الشرائح من الوافدين بالعودة.
معظم البلدان اتخذت قرارات بإعادة حركة الطيران مطلع يوليو ولكن ليس للجميع.
فتح المجال الجوي أمام حركة تنقل المسافرين من والى الكويت آتٍ لا محالة، ولكن ما التوقيت المناسب لهذه الخطوة؟
كنت من المطالبين بإغلاق المطار مع بدء انتشار فيروس كورونا واتخذ لاحقا قرار بذلك، وشخصيا أتحفظ على فتح المجال الجوي خلال الأشهر الثلاثة المقبلة، وأتطرق للموضوع من منطلق المصلحة العامة والحرص على سلامة المواطنين والمقيمين في دولتنا ومن الواقع الذي نحياه.
معلوم ان هناك حجرا مناطقيا على حولي والفروانية والمهبولة وخيطان والجليب والتي يتواجد بها نحو مليون وافد، ولا يخفى على أحد الجهود الكبيرة التي تبذلها مختلف وزارات وأجهزة الدولة لإحكام السيطرة على هذا الوباء، ومعلوم انه لا تزال جميع الدول تعاني من انتشار الفيروس الى جانب عدم اكتشاف لقاح أو دواء، وهناك دول غامرت وفتحت الأنشطة التجارية والآن تتعرض لانتكاسة وتفكر في الإغلاق مرة أخرى.
فتح المجال الجوي أمام حركة الطيران التجاري لا جدوى منه بالوقت الراهن لأن المحصلة قد تعود بالسلب على الجهود المبذولة، وقد يأتي أشخاص يضافون للمتعطلين وربما «مصابين» فنعود الى المربع الأول، ونضيف أعباء وضغط على الأمن الغذائي ونشتت ونرهق الجهاز الصحي بتوزيع كوادر طبية بالمنافذ وبالتالي الظروف الآنية غير مواتية.
الحل باعتقادي يكمن بتقنين العودة بتحديد فئات تحتاجها الجهات الحكومية كالأطباء والوظائف الفنية وهذا ما شرعت فيه الدولة وبخلاف ذلك علينا التروي.
أعود وأحذر من فتح الأجواء او الحدود البرية بشكل متعجل قد ندفع ثمنه غاليا! مع التذكير بأن تجديد إقامات الوافدين وهم بالخارج إجراء مطمئن، ونشكر وزارة الداخلية ممثلة في إدارة العلاقات العامة والإعلام الأمني يتقدمهم العميد توحيد الكندري والعقيدان صالح السهيل وناصر أبوصليب على إبراز القرار الوزاري الإنساني الذي أصدره وزير الداخلية إعلاميا.
٭ آخر الكلام: قيام المحافظين بنشاط كبير في هذه الظروف ومتابعتهم للأوضاع المعيشية والصحية والأمنية هو اختصاص أصيل، فقد تابعت الثلاثاء الماضي تفقد محافظ حولي الفريق الشيخ احمد النواف النقاط الأمنية في منطقة حولي، يرافقه اللواء فراج الزعبي وكيل الأمن العام قبل أيام.. خطوة مقدرة وليست غريبة على أحد قياديي وزارة الداخلية السابقين.