على مدار نحو أكثر من 6 ساعات، تابع عشرات الآلاف من المواطنين والمقيمين وسائل التواصل الاجتماعي لمعرفة الى أين ستصل الأمور بشأن الشخص المسلح الذي قام بإطلاق النار على أحد المنازل في منطقة صباح السالم، واستطاع رجال الأمن الجنائي تحديد المتهم ومكان تواجده بمنطقة «أم الهيمان»، ونظراً لكونه مسلحا ومستعدا لإطلاق النار تمت الاستعانة بالقوات الخاصة لقدرتها وخبرتها في التعامل مع تلك النوعية من القضايا، وبما لديها من وسائل تستعين بها في حالات الاقتحام كاستخدام القنابل الدخانية والمسيلة وعيارات مطاطية وقد تضطر الى التعامل بالمثل.
واقعة أم الهيمان انتهت بإقدام المواطن على الانتحار بأن أطلق النار على رأسه.
من المؤكد ان هناك تساؤلات طرحت على هامش القضية وتعلقت بأسباب عدم حسم وزارة الداخلية بإنهاء الواقعة بأي وسيلة خاصة بعدما أقدم الشخص على إطلاق النار على قوة الأمن بشكل مباشر بل وتضرر 3 مركبات منها مركبة مدير عام القوات الخاصة، وتواجد نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الداخلية أنس الصالح ووكيل الوزارة الفريق عصام النهام على رأس القوة الى جانب كبار القيادات الأمنية ومنهم وكيل قطاع العمليات والمرور اللواء جمال الصايغ ووكيل الأمن الجنائي اللواء محمد الشرهان والذين يمكن الحصول منهم على إذن بإنهاء الأمر خلال دقائق.
هذه التساؤلات ورغم انها محقة فإن الرد عليها يحتاج الى إعادة التذكير بدور وزارة الداخلية وهو حفظ أمن الوطن والحفاظ على سلامة المواطن والمقيم، نعم كان باستطاعة رجال القوات الخاصة إنهاء القضية في غضون 3 دقائق على أكثر تقديرن ولكن في مثل هذه المواقف تتجلى الحكمة والقيادة الأمنية المدركة للتعامل مع مثل هذه النوعية من القضايا.
قيادات وزارة الداخلية في هذه النوعية من القضايا تمارس فن إدارة الأزمة إذ تطلب تقريرا عن المتهم وتقدير الموقف، بمعنى هل يحتجز المسلح رهائن ويشكل تهديدا لآخرين، ومن خلال هذا التقرير يتم تحديد آلية التعامل.
حتما، اطلع معالي الوزير ووكيل الوزارة على السجل الجنائي الخاص بالمتهم المسلح وتبين ان ما يصدر عنه ربما نتاج اضطراب عقلي او كونه بحالة غير طبيعية وانه لا يحمل فكرا متطرفا، لذا تم الطلب من القوة الأمنية استنفاد كل الوسائل للحفاظ على رجال الأمن وحياة المتهم أيضا.
القيادة الأمنية في واقعة أم الهيمان أدارت القضية بكفاءة، إذ لم تندفع لإنهاء الموضوع والتزمت ضبط النفس رغم التهور الذي قوبلت به وحافظت على سلامة أبنائها وكانت تهدف لأن يسلم المسلح نفسه.
آخر الكلام:
آمل أن تتخذ من واقعة أم الهيمان عظة وعبرة وأن يبادر أي مواطن يعلم بوجود سلاح لدى ابنه أو أخيه أو قريبه الى ان يطلب منه تسليمه، ولا بأس في تمكين أي شخص لديه سلاح من أن يفعل ذلك دون عواقب قانونية، لأن الأسلحة في بيوتنا قنابل قابلة للانفجار في أي وقت.