لصاحب السمو الأمير الشيخ نواف الأحمد تاريخ حافل بالعطاء السياسي، ويشهد له بالحكمة والخبرة، إذ عاصر قادة الكويت في مختلف الظروف والمراحل ونهل من مدرسة الديبلوماسية وكان العضيد الأمين المخلص للأمير الراحل المغفور له بإذن الله الشيخ صباح الأحمد، على أكثر من نصف قرن بذل خلالها مع إخوانه من حكام الكويت جهودا جبارة لتعزيز مكانة الكويت بين الدول المتقدمة، كما أضحى عطاؤه وخبرته في المجالات التي تولى قيادتها محل احترام وتقدير من الجميع.
تقلد صاحب السمو الأمير الشيخ نواف الأحمد عدة مناصب سياسية ومارس دورا مؤثرا في فترة الغزو الغاشم وتحرير البلاد، ومارس دورا بارزا في قيادة المقاومة وتأمين وصول الشرعية للمملكة العربية السعودية الشقيقة إلى جانب قيادته للجيش، وحينما اختاره المغفور له بإذن الله الشيخ صباح الأحمد وليا للعهد، كان خير عون وقامة سياسية وإنسانية، وصاحب حكمة ورؤية ثاقبة وقدرة على قيادة نهضة تنموية واقتصادية شاملة في الكويت.
كان لي الشرف بأن عاصرت سموه حفظه الله خلال قيادة وزارة الداخلية وعملت تحت قيادته الحكيمة، حيث كان شديد الحرص على تطبيق القانون بمسطرة واحدة على الجميع وتذليل كافة المعوقات امام معاملات وخدمات المواطنين وظهر حزم سموه حينما شهدت البلاد حوادث يناير عام 2005، حيث قاد سموه بنفسه المواجهة ضد الإرهابيين وتواجد وأشرف شخصيا على مواقع تلك الأحداث لاستئصال آفة الإرهاب في البلاد من جذورها.
نعرف سموه منذ عقود نموذجا للتواضع ورجلا عُرف عنه الإيمان والمحافظة على أداء الفرائض وسعة صدره وحبه الكبير للوطن وعشقه لتراب الكويت وحرصه على المواطنين، وإعطائه أولوية لإنجاز وتلبية احتياجاتهم، هذا الوفاء زاد من العلاقة الحميمية التي تربط هذا القائد بأهل الكويت، إذ دائما يشاهدونه في مناسباتهم المتنوعة ويستقبلونه في ديوانياتهم لمشاركتهم أفراحهم أو التعزية بمصابهم، كما كان يستقبلهم لتلمس حاجاتهم وتلبية متطلباتهم.
في مجال العمل الإنساني يشهد التاريخ لهذا الرجل بالكثير ولسموه بصمات إنسانية واضحة كما برهنت أعماله على أنه خير نصير للطفل والمرأة والأرملة والمسن والعامل، وأتذكر لقاء سموه مع الإعلامي يوسف الجاسم حينما اكد تأثره بأي معاناة يتعرض لها الأطفال وكبار السن.
نحن على ثقة بأن سموه- حفظه الله ورعاه- خير خلف لخير سلف وأحد المساهمين في بناء الكويت الحديثة وإرساء دعائمها وتحقيق نهضتها وسينطلق بالعهد الجديد لكويت المستقبل الواعد المشرق لمتابعة مسيرة المغفور له- بإذن الله- في التقدم وازدهار الوطن والبناء على المنجزات الخارجية والداخلية.
٭ آخر الكلام: نقول لسموه «سمعا وطاعة»، وندعو الله أن يبارك عهدكم ليكون عهد خير وسلام ووئام على بلدنا وأهلنا، وأن يمتعكم بالعمر المديد والعيش الرغيد وبموفور الصحة لتكملوا مسيرة البناء والنهضة لوطننا المعطاء، ونسأل الله أن يتحقق في عهد سموكم كل ما يتطلع إليه الشعب الكويتي من آمال وتطلعات وأن يعين سموكم.