لقد سعدت كثيرا عندما جاءني اتصال من صديق الطفولة والصبا صاحب القلب الكبير أخي «بوفهد» عبدالرحمن الماجد الزعابي ـ الله يحفظه ـ وقال لي ربعك «رفجان» النقرة يسلمون عليك كثير السلام ويتمنون انضمامك لهم في «الواتساب» حتى يتواصلوا معك ويسعدوا برسائلك «ومقالاتك»، فكانت تلك الرسالة والمكالمة العزيزة مفتاح لتصفح ذكريات الطفولة مع أصدقاء وربع و«رفجان» النقرة في كل «فرجانها» وسككها وبراحاتها وملاعبها ومدارسها!
لقد كانت تلك المكالمة العزيزة مفتاح التواصل «المجتمعي» مع أصدقاء الطفولة والصبا وفتحت أبوابا من الذكريات لأن «النقرة» رغم امتداد مساحتها كانت فعلا «فريج» واحد من شمالها حتى جنوبها ومن شرقها حتى غربها وبالأخص سكان وسط النقرة مثلنا كان احتكاكهم مع كل «فرجان» وعوائل وأهالي النقرة من «نقرة العثمان» إلى «نقرة الحداد» وانتهاء بـ«نقرة الطواري»!
جمعتنا مدارس النقرة ومدارس حولي وكنا اخوة أكثر من الأصدقاء، عشنا معا وتسابقنا معا برحلات بحرية وبرية، وكانت لنا أنشطة رياضية وشعبية لذلك كان تعارفنا «بالفرجان» كبيرا ومتلاحما!
ولأن النقرة كانت مرتبطة بحدودها شمالا وجنوبا وغربا بحولي لذلك كانت صداقاتنا واسعة ومعارفنا عميقة، ولذلك استمرت هذه العلاقة الحميمة مترابطة سواء بالصداقة أو حتى بالمصاهرة، وكنا تقريبا أقرباء أكثر من أصدقاء تربطنا رابطة النسب والدم والجيرة، لذلك استمرت علاقة «رفجان» النقرة متأصلة حتى عندما خلت النقرة وكذلك حولي من سكانها الكويتيين الأصليين ظل الترابط معقودا بينهم حتى يومنا هذا، لذلك كانت مكالمة «بو فهد» الغالي هي نبع هذه «الزاوية» فأحببت التعبير عن فرحتي بتلك المكالمة وذلك «القروب» الجميل قروب واتساب «رفجان النقرة»!
لذلك نحن نتبادل الذكريات والصور التذكارية ونفتح قصصا وحكايات تلك الأيام الخوالي من عام 56 حتى آخر الثمانينيات عندما خلت النقرة من سكانها، ثم أيام التسعينيات بعد الغزو الغاشم عندما فضت النقرة من آخر «معاقل» الكويتيين فيها، لذلك أقول الآن قول شاعرنا الكبير منصور الخرقاوي، رحمه الله وطيب الله ثراه، واستعين بتلك الأبيات الجميلة وأهديها لعزوتي وأهلي «رفجان» النقرة وأهاليها وأردد ما قال العم «الخرقاوي» رحمه الله:
سلمولي على «النقرة» وأهلها جميع... وكل من جاور الغالي عزيز معاه.. أنا قلبي المجروح ليتك تطيع... وين تبرى من اللي يلبسون العباة.. الهوى والولع يا أهل المحبة شنيع.. دلوني عن المضنون قلبي معاه!
بالطبع هذه القصة الوجدانية العاطفية التي قالها العم الشاعر الكبير منصور الخرقاوي، رحمه الله ـ عن معاناة اقولها اليوم لأن كل أهل النقرة أهلي وخلاني ومن الفرحة في تواصلهم الآن على «الواتساب» أردد وأقول: «سلمولي على» النقرة «وأهلها جميع! وألف تحية للإخوة» رفجان «النقرة جميع»!