قال تعالى: (ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتاً بل أحياء عند ربهم يرزقون).
وقوله تعالى: (ولا تقولوا لمن يقتل في سبيل الله أموات بل أحياء ولكن لا تشعرون) صدق الله العظيم.
نعم هذه هي منزلة الشهداء العظيمة، وهذا هو التكريم الرباني العظيم لذلك نحن وللأسف اليوم نقع في جدل عقيم حول أهمية تكريم شهداء الوطن الابرار ولا نستطيع أن نصل إلى منزلتهم التي أكرمهم بها رب العالمين «لأنهم أحياء عند ربهم يرزقون» وهذا الفضل الرباني العظيم يؤكده قوله تعالى (بل أحياء ولكن لا تشعرون)، لذلك نقول إننا مهما كان من عمل جليل في الدنيا سواء «التخليد» بوضع أسمائهم على الحدائق أو الشوارع وحتى صورهم، ولا ولن يصل إلى المرتبة التي تشرفوا بها عند ربهم العظيم، لأنهم قتلوا في سبيل الله!
ونحن عندما نطالب بتخليد الشهداء ليس للمفاخرة والتشريف بل لهدف أسمى بكثير من ذلك، نعم حتى تكون هذه البصمة بمنزلة تذكير أجيال عاصرتهم في حياتهم ليتذكروهم بأفعالهم الوطنية قبل استشهداهم وكذلك هي درس للأجيال الحاضرة وأجيال المستقبل بالقيمة الوطنية للشهادة في سبيل الله والحق والوطن!
من هنا نحن نقول إن كل جدل دنيوي حول قضية تخليد أسماء الشهداء ما هو إلا مزايدة سياسية أحيانا للوصول إلى أهداف لا تصل إلى المكانة الحقيقية التي تشرفوا بها عند الخالق العظيم لذلك نقول إن كل هذه الجهود التي تطالب بالتخليد الوطني لشهداء الوطن ما هي إلا حالة إنسانية وطنية دنيوية حتى تكون رمزا للأجيال في الحاضر والمستقبل، ولكن الحقيقة شهداء الوطن هم رموز التضحية والفداء وتخليدهم الدنيوي هو تكريم معنوي في الحياة الدنيا لأنهم هم مخلدون عند ربهم تأكيدا لقوله تعالى: (بل أحياء عند ربهم يرزقون) وقوله تعالى (بل أحياء ولكن لا تشعرون) لذلك علينا أن نتمعن جليا بهذه الآيات العظيمة حتى نقدر منزلة شهدائنا الأبرار وحتى نضع حدا للجدل العقيم في هذا الشأن!
نعم الدولة أنشأت مكتبا لرعاية أسر الشهداء ولتخليدهم والاهتمام بشؤونهم الدنيوية والحياتية والصحية والتعليمية والمستقبلية، وهؤلاء هم نواة القضية الحقيقية بمعنى (التخليد) لأن أبناء الشهداء وأحفادهم هم الهدف الأسمى والوطني الأهم في قضية تخليد الشهداء والمطالبة بإحياء ذكراهم في الدنيا حتى يبقوا رمزا للمجتمع وقبل ذلك يظلون في ذاكرة الوطن والأجيال (أحياء عند ربهم يرزقون) وهم كذلك (أحياء ولكن لا تشعرون)!
ومن هنا يجب علينا تقدير أهمية هذه المشاعر في تخليد شهداء الوطن بعيدا عن المكاسب السياسية وغيرها وحتى يكون هذا التخليد شرفيا يتذكره الأجيال ويتناقلونه جيلا بعد جيل لأن هذه هي حقيقة الآيات الكريمة (بل أحياء عند ربهم يرزقون) وكذلك (بل أحياء ولكن لا تشعرون)..
اللهم ارحم شهداءنا الأخيار الأبرار، واحفظنا واحفظ الكويت من كل مكروه، اللهم آمين.