بداية، أنقل هذا الاقتباس عن الزميل الإعلامي والكاتب الصحافي الأستاذ يوسف الشهاب الذي يتحدث عن نشأة دائرة الإرشاد والأنباء، والتي تأسست في الخمسينيات من القرن الماضي برئاسة سمو الأمير الراحل الشيخ صباح الأحمد «طيب الله ثراه» وكانت باكورة العمل إنشاء دائرة المطبوعات والنشر في 13 ديسمبر عام 1954 عندما بدأ بمجلة الكويت اليوم ثم بعد ذلك صدر أول هيكل وظيفي وإداري للدائرة عام 1956 وفي ديسمبر عام 1958 صدرت مجلة العربي العريقة وهي سفيرة الكويت والثقافة بالوطن العربي الكبير!
بالطبع الهيكل التنظيمي للدائرة شمل عدة قطاعات فنية وهندسية وإدارية ومالية للدفع بالسياسة الإعلامية لإمارة الكويت آنذاك! وبعد الاستقلال وتشكيل أول وزارة برئاسة سمو الأمير الراحل الشيخ عبدالله السالم «رحمه الله» أسندت وزارة الإرشاد والأنباء إلى المغفور له بإذن الله سمو الأمير الراحل الشيخ صباح الأحمد «رحمه الله»، والذي طور نظامها الهيكلي، حيث بدأ العمل بالمقر الجديد للوزارة عام 1962، واستضافت الكويت آنذاك في أبريل من نفس السنة أول مؤتمر على ارضها لوزراء الإعلام العرب! «انتهي الاقتباس».
نعم، إن انطلاقات الإعلام الوطني بدأت في الخمسينيات وتطورت تدريجيا بعد الاستقلال واستمرت وزارة الإعلام بخدماتها الرائدة وتوسعت هذه الخدمات الإعلامية والإخبارية بالقدر المتاح لها آنذاك حتى بدأت تواكب أرقى الأجهزة الإعلامية الإقليمية والدولية بفضل القيادات والشخصيات التي أسندت لها مهمة هذه الوزارة وكان عهد الشيخ جابر العلي السالم «رحمه الله» نقله نوعية بالخدمات الإعلامية والتسجيلية والوثائقية فأصبح المخزون الإعلامي لمختلف المواد الأرشيفية بوزارة الإعلام كنزا تراثيا بالمكتبات المتنوعة إذاعيا وتلفزيونيا، وأيضا بالمطبوعات والإصدارات وغيرها من الإنتاج الذي يشهد له التاريخ الإعلامي من عهد النهضة حتى يومنا الحاضر!
وبالأمس اهتزت وزارة الإعلام لأول مرة في تاريخها المهني العتيد بقرار تجريد كل قياداتها التنفيذية والفنية والإدارية!
وأسندت المهام بعد يوم من القرار لمجموعة من مهندسي الإعلام الوطني الرائد الذين كلفوا بأعباء حمل هذه الرسالة الوطنية لمدة 3 أشهر! بالطبع بدأنا نتنفس الصعداء بعد خسارة اخوة زملاء ومسؤولين أكفاء ومجتهدين عملنا معهم طوال خدمتنا بوزارة الإعلام والذين نتمنى لهم النجاح في حياتهم الأسرية والعملية والمادية والخير والصحة!
بالتأكيد في نفس الوقت تمنياتنا للإخوة والزملاء القياديين الجدد والذين كان لي الشرف بالعمل مع أغلبهم في أكثر من قطاع، كل التوفيق والسداد والنجاح بالمهام والمسؤوليات التي ألقيت على عاتقهم والسير على نهج المؤسسين الذين وضعوا اللبنة الأولى في أساس هذا الصرح الوطني والإعلامي الكبير!
ويبقى لنا أن نؤكد أهمية وقفة التأمل التي وضعها زميلنا القدير الدكتور انس محمد الرشيد وزير الإعلام الأسبق، والتي كانت فكرة رائدة، ولكن للأسف لم يتحقق لها النجاح آنذاك والتي كانت تعتمد على إلغاء وزارة الإعلام، والانتقال بها إلى هيئات مستقلة تتبع وزير دولة لشؤون الإعلام والثقافة كباقي الدول العربية الشقيقة والدول الصديقة! نعم ما حصل بالأمس لوزارة الإعلام يجعلنا نقول متى تتحقق رؤية الزميل د.انس الرشيد والتي قال عنها سمو الأمير الراحل الشيخ صباح الأحمد في ذلك الوقت بأن مشروع «تفكيك وزارة الإعلام» ليس هو مشروع وزير أو شخص بل هو مشروع دولة!
نعم لن ننسى تلك الأيام التي بذلت من اجلها اللجان والشخصيات الإعلامية والعلمية والمتخصصة الجهد الكبير من اجل مشروع النقلة النوعية بالإعلام الوطني الذي نحن اليوم بحاجة له، لهذا نتساءل ماذا ولماذا وزارة الإعلام؟!
والله من وراء القصد، والحديث لن ينتهي وله بقية!