تمر الذكرى الأربعون لصدور «جريدة آفاق» الجامعية الأحد المقبل الموافق 28 أكتوبر 2018، والتي انطلقت رسالتها الصحافية والإعلامية صباح يوم 28/10/1978 بإشراف الراحل د.سيف عباس - رحمه الله - وهو أول رئيس تحرير لهذه الصحيفة المهتمة بالشأن الأكاديمي الجامعي يساعده بذلك نخبة من العاملين بالجامعة وعدد من الطلبة الذين لهم ميول صحافية وأدبية وثقافية، وكما يعرف الجميع كان المرحوم د.سيف عميدا لشؤون الطلبة عندما فكر في إصدار هذه الصحيفة التي تحاكي المجتمع الجامعي طلابا وأساتذة ومسؤولين واعتمد د.عباس خطا إعلاميا وأكاديميا وسياسيا لهذه الجريدة بعيدا عن التشنج والتوجه والاصطفاف الى اتجاهات أو جماعات وتجمعات سياسية ونجح خط آفاق الإعلامي والسياسي والصحافي كجريدة جامعية ثقافية اجتماعية مستقلة كفلت حرية الرأي والتعبير لمن يرغب العمل والكتابة فيها!
وقد سجلت «آفاق» نجاحات باهرة باستقطاب عدد كبير من الطلبة والطالبات الذين أصبحوا بعد التخرج قادة في الميدان الإعلامي والصحافي المقروء والمرئي والمسموع وكذلك التجاري في عدة قطاعات وفعاليات تجارية خاصة، نعم الكثير من هؤلاء الإعلاميين الذين بدأت حياتهم المهنية هواة أصبحوا محترفي المجال الإعلامي والصحافي ورموزا أصبحوا فاعلين في هذه المهن وروادا ناجحين في إدارة مؤسسات إعلامية كبرى صحافية وتلفزيونية وإذاعية والشواهد يعرفها كل الاخوة الذين يعملون في الميدان دونما ذكر الأسماء والمناصب! لقد أتاحت «آفاق» لهؤلاء الناشطين الذين امتهنوا الإعلام والصحافة فرصا كبيرة من خلال مشاركتهم الجادة وصقلهم في مدرسة «آفاق» الصحافية والإعلامية. من هنا نحن نقول بهذه المناسبة العزيزة علينا وبهذه الذكرى إن «آفاق» ونجاحها جعل القيادات الجامعية المتعاقبة على رئاسة جامعة الكويت وقطاعاتها المختلفة تدعم مسيرة «آفاق» منذ البداية لتحافظ هذه الجريدة على استقلاليتها الإدارية والمالية والصحافية والإعلامية، بل وتعاونت جميع قطاعات الجامعة وإدارات الكليات معها لنقل أخبارها وأنشطتها على صفحات جريدة آفاق التي تصدر أسبوعيا بحلة جميلة!
لقد تشرفت بالعمل ولا أزال مع هذه الصحيفة التي تفاعلت معها منذ نهاية العام 1999 عندما رشحت للعمل مديرا للعلاقات العامة والإعلام بجامعة الكويت وتعاملت مع نخبة من رؤساء التحرير المحترمين وتواصلت مع عدد كبير من رؤساء التحرير السابقين الذين تولوا العمل فيها، بالطبع سعادتنا اليوم وسعادة كل الزملاء الذين يعملون وعملوا من قبلنا مع جامعة الكويت وبالأخص في «مرابع» جريدة آفاق الجامعية لا توصف ونحن نستذكر مرور كل هذه السنوات من عمر هذه الصحيفة الجامعية الرائدة التي خدمت النهج الإعلامي والصحافي الأكاديمي والتي يتابعها اليوم على موقعها الالكتروني ما يقارب العشرين مليون مشاهد من أنحاء العالم وخاصة أولئك الطلبة المبتعثون الأجانب الذين شاركوا في تحرير أخبار الجريدة وساهموا فيها طوال دراستهم في جامعة الكويت فأصبح موقع آفاق الالكتروني متنفسا لهم من خلاله يتعرفون على الجديد من أخبار وأنشطة جامعة الكويت العلمية والأكاديمية المختلفة! هكذا مرت أربعون سنة على صدور العدد الأول من جريدة «آفاق» والذي أصبح اليوم عددا تاريخيا في مسيرة الصحافة الكويتية وسجلا حافلا من الوثائق المهمة التي تحتفظ بها «آفاق» لتاريخ جامعة الكويت العريقة!
دعوة من القلب نقولها اليوم حتى تتحقق رؤية «آفاق» في مبناها الجديد بمدينة صباح السالم الجامعية قريبا!