يوم قاسٍ واجهته بالصبر والاحتمال، والذي خفف عني هذه القسوة ذكريات الزمن الجميل التي طاف مع صوت المذياع بوصلة أغان من التراث لمجموعة من فن «الصوت الشعبي»! بعد رحلة استغرقت فقط ساعتين قطعتها من مواقف قصر العدل بالقبلة مرورا بقصر «نايف» حتى دوار مسجد عبدالله المبارك «الشملان»، ومنه باتجاه دوار «أم صرة» حتى تقاطع شارع السور باتجاه شارع الملك فهد! تصوروا، قطعت هذه المسافة من قصر العدل حتى تقاطع الشارع الدائري الأول «صباح الأول» مع شارع الملك فهد، بداية من الساعة الثانية ظهرا حتى الرابعة عصرا!
وأحياء المرقاب هي التي خففت عني قسوة الطريق والزمن الطويل الذي أذابته ذكريات الساحات الفضاء على جانبي الطريق والتي كانت من زمان مرابع الأهل والأحبة والأصدقاء والعوائل الكريمة التي سكنت هذا الحي الرائع!
وهناك خطرت على بالي ذكريات وذكريات وتذكرت عندما كنت أجلس على عتبة البيت مقابل بيوت «أم صرة» على شارع عبدالله المبارك عصرا أتأمل مرور السيارات وأنتظر سيارة «التاكسي» التي كانت تخرج من «سرى المرقاب» باتجاه منطقة حولي والنقرة!
وكانت السيارات أواخر الستينيات وبداية السبعينيات نادرا ما تمر بهذا الشارع! نعم أنا قطعت المسافة من دوار المرقاب «مسجد عبدالله المبارك»، حتى دوار «أم صرة» في هذا الزمن وفي عام 2017 يوم 27 نوفمبر من الثالثة عصرا حتى الرابعة عصرا دون أن أشاهد ولا سيارة مرور، أو حتى دوريات مرورية واحدة تقف لتنظيم السير وفك الازدحام، نعم هذه حقيقة يجب على الوكيل المساعد للمرور ومدير مرور العاصمة إيجاد حل عاجل للازدحام المروري خلال هذا الوقت الذي يعتبر من أوقات الذروة المرورية، كما نقول أين التخطيط الحديث لشوارع المدينة عن حي المرقاب وطريق عبدالله المبارك الذي يعتبر شريانا مروريا حيويا؟! ولماذا لا تتم توسعته وتنظيمه؟!
المرقاب تتطور في المباني الحكومية الشاهقة وتتعدد فيها المرافق الخاصة بمواقف السيارات المتعددة الأدوار ولكن شوارعها لا تتحمل الازدحام المروري وقت الذروة صباحا وظهرا ومساء، فأين نحن من هذه المنطقة التي هي في قلب مدينة الكويت ومدخل ومخرج رئيسي لها قبل «عهد التنظيم»؟! في الحقيقة بعد ذلك اليوم لن أدخل المرقاب ولن أراجع أي مؤسسة حكومية في محيط مجمع الوزارات ولا قصر العدل والحكومة مول حتى تتطور خدمات حكومتنا الالكترونية دونما الحاجة الى دخول مدينة الكويت لإنهاء أوراق رسمية من هنا وهناك! في ظل وجود تراكم مركبات وحافلات المواصلات وسيارات الأجرة وسيارات توصيل الطلبات والبريد و«دراجات نارية» لنفس الأغراض تستخدم شارع عبدالله المبارك من مدخل المباركية حتى تقاطع طريق صباح الأول مع طريق الملك فهد من الصباح حتى المساء دون أن نرى سيارة واحدة أو حتى دراجة مرور لتنظيم السير والحركة المرورية! وهكذا تنتهي حكايتي مع رحلة القسوة والذكريات دونما تحقيق مكسب، وسلامي على حكومتنا الإلكترونية مع رجائي توسعة طريق عبدالله المبارك حتى يستوعب الازدحام مستقبلا!