«الضجة» التي اعتاد «سوق المباركية» افتعالها أو اعتدنا نحن سماعها كلما زرنا هذا السوق التاريخي المهم والشعبي المعروف من مئات السنين وهو أقدم أسواق الكويت، كانت من أصوات الباعة والحمالين والناس «المارة» ومن أصوات «أبواق» و«أزيز» محركات المركبات، حركة وضـــجة طبيعية عادية تعودناها في «سوق المباركية»!
اليوم هذا السوق العريق بسمعته وبساطته وتُجاره البسطاء وأسواقه المشهورة كالسلاح والبشوت والزل «السجاد» والخضرة والسمك واللحم وبمطاعمه المشهورة ودكاكين الأقمشة والبياعة و«الجث» والذهب وكذلك «النعل» النجدية قديما، ومواقفه الخاصة بالسيارات مع «السكيك» التجارية الشهيرة مثل سكة الغربللي وسكة «الدواشق» وسكة «سوق التجار» وغيرها كثير من «دواعيس» المباركية، وكشك «الشيخ مبارك» الشهير، وأسواق التمر والحلويات والرهش والبخصم وسوق «بن دعيج» الأشهر وسوق الدهن «العداني» وقهوة «بوناشي» الأعرق وأتذكر أيضا «حفيز» العم سليمان الطخيم عندما نذهب مع والدنا ايام زمان! وحركة «عربانات» التحميل قبل دراجة «الرمبرته» ولا ننسى سوق الذهب وسوق «الحمام والطيور»، كل هذا الضجيج والغوغاء التي كانت تصدر من هذا السوق العريق الذي كانت الحياة فيه متعة كاملة للبائعين والمتسوقين والناس اجمعين اصبح اليوم في حالة اقتصادية ومالية وتجارية حديثا تجاريا وسياسيا وإعلاميا لا داعي له لأن الدولة للأسف قتلت الروح التراثية والشعبية والاقتصادية التاريخية لهذا السوق بسبب «الخصخصة» المفتعلة التي باطنها التطوير وظاهرها «التطفيش»، نحن نقول نعم لتطوير اسواق المباركية وكل أسواق المدينة بانتهاج سياسة اقتصادية مبنية على حاجة الناس والمواطنين سواء التجار أو المتسوقون حتى يظل سوق المباركية متنفسا اقتصاديا وسياحيا وطنيا وشعبيا تاريخيا الى الأبد بروح التطوير بتأسيس «شركة أسواق المباركية» لكل أهل الكويت ينتفع منها الجميع ويساهم في اسواقها الجميع ليبقى هذا السوق الشعبي التاريخي محافظا على مكانته الاقتصادية دونما ضرر للمستفيدين من صغار التجار ومن «هجر» كل الأسواق والمحال الخاصة بالسلع الشعبية التي اشتهر بها سوق المباركية وتلاشت مثل تجارة «النعل» النجدية وصناعتها! لذلك نقول بدلا من انشغال «نوابنا» بأزمة حكم بطلاق عضوية «نواب» الاقتحام! وتعديل قانون التقاعد وقانون رفع «سن الناخب»! عليهم إيجاد الحل الأمثل اقتصاديا حتى يحافظ «سوق المباركية» على «رونقه» الشعبي والتجاري بدلا من ان نقول غدا لأجيالنا هنا كان سوق الكويت الأشهر الذي «أفل» ولم يبق منه إلا هذا الأثر التاريخي «كشك الشيخ مبارك»!
وسلامتكم... للحديث قصة وبقية!