تقول المصادر التاريخية إن عام 1617 هو التاريخ الأرجح لتولي الشيخ صباح بن جابر الصباح (صباح الأول) سدة الحكم واستمر ـ رحمه الله ـ في الحكم حتى عام 1662، بالطبع تلك المصادر رصدت اتفاق بن صباح مع رجال الكويت آنذاك لمهمة تولي السلطة و«المشيخة»، كحاكم لهذه الأرض التي كانت تعتمد على البحر والتجارة! وتؤكد المصادر التاريخية أن حاكم الكويت «صباح الأول» كانت علاقته بالجوار والقبائل والدولة العثمانية وكذلك بالقوى التي كانت تسيطر على بلاد فارس والهند مهادنة وطيبة، لذلك نجح «بن صباح» في ترسيخ دعائم حكمه بقوة شعبه، وكذلك بمساندة من أولاده وعلى رأسهم ابنه «عبدالله الأول» الذي تولى السلطة من بعده عام 1662 ميلادية! هذا الرسوخ السياسي والتجاري الذي سار عليه «صباح الأول» في سياسته للحكم كان نهجا أيضا لحكم أبنائه من بعده، وكذلك نهج ذريته من حكام الكويت، حيث توج ذلك الرسوخ السياسي بعد 300 عام من حكم «آل صباح» بالوثيقة الثابتة والصلبة في عهد «أبوالدستور» الشيخ عبدالله السالم الصباح «حفيد صباح الأول» عندما أعلن عن الدستور عام 1962 في الحادي عشر من نوفمبر المبارك!
وهكذا ترسخت اتفاقية أهل الكويت وتوطدت الثقة الراسخة بين الحاكم والمحكوم التي بدأت من 1617 حتى يومنا هذا في ظل عهد صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد «صباح الرابع» والذي ساهم في تثبيت دعائم العهد بين الحاكم والرعية فكان عام 2006 عهد المبايعة «الموروثة» التي استندت في بيعة عام 1617 من أهل الكويت للشيخ «صباح الأول»، وتجددت بروح الديموقراطية والدستور في عهد صباح الأحمد حتى تستمر مسيرة الكفاح والعهد والحكم اليوم لأكثر من 400 عام بحمد الله ورعايته!
نعم من «صباح الأول» إلى «صباح الأحمد» الكويت راسخة بسواعد أهلها رجالا ونساء يحملون أمانة العهد الذي قطعه أجدادهم عندما بايعوا «صباح الأول» حاكما لهم وجددوا هذه البيعة عهودا وعهودا عبر حكامهم البررة وتوجوا ذلك العهد في 29 يناير 2006 في مبايعة أميرهم صباح الأحمد ـ حفظه الله ورعاه!
****
الكويت سيرة.. ومسيرة!
بالتأكد تجمع كل المصادر التاريخية في العصر الحديث على أن مسيرة الحكم السياسي في الكويت هي سيرة ناصعة وبالتأكيد أيضا تجمع كل المنظمات الدولية السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية والتنموية والإنسانية أن هذه الأرض وهذا الوطن بمسيرته وسيرته العطرة مركزا للإنسانية وسيظل حاملا هذا المشعل الإنساني الرائع إلى الأبد، لأن كل ما رسخه حكام الكويت من مبادئ «العمل الإنساني» ستظل ثابتة في حياتهم وحياة شعبهم الأبي صفحة ناصعة وراسخة فالكويت سيرة كفاح الآباء والأجداد تجسدت في عطاياهم الإنسانية منذ القدم عبر تاريخهم التجاري برا وبحرا، وبلا شك تشاركوا في تثبيت هذا النهج الإنساني في مسيرة الكويت حتى وصلنا لما عليه اليوم من مكانة رائدة وسمعة عالمية عبر أكبر منظمة عالمية عندما أعلنت الأمم المتحدة أن الكويت وأميرها هو قائد الإنسانية والكويت مركزا لها..!