سؤال من الواقع وجهه لي احد الأصدقاء المصريين، بالطبع أنا لم استغرب سؤاله ولكن عندما اختلفت معه بالرأي اكد لي ان الجينات الكويتية هي الأكثر «اختلاطا» بشعوب العالم، وحلل لي ذلك الرأي! يقول صاحبنا: نعم تاريخ الفراعنة هو الأقدم بالتاريخ والمصريون اختلطوا بعدة شعوب وقوميات وتكونت لديهم جينات عديدة! ولكن انتم «جيناتكم» ايضا مختلطة من العصر القديم، فالكويت وشعبها «حديث» معاصر، ولكن مرت على هذه الأرض حضارات قديمة استوطنتها عقود من الزمن، ولا شك شكلت خليطا من «الجينات» الوراثية الممتدة من تلك الحضارات والشعوب التي مرت على ارض الكويت حتى العصر الحديث! والكويتيون اشتهروا بركوب البحر ووصلوا الى اقصى بقاع العالم واختلطوا بهذه الشعوب، وحتى اليوم هناك كويتيون يعيشون في مناطق بعيدة في هذا العالم لهم خصوصيتهم ولكن حنين «ابنائهم» متعلق بهذه الأرض، حيث أثر «الجينات» الكويتية العميق هو ما جعلهم لا ينفصلون عن هذه «الجينات» والحنين لأرض الكويت التي تسري في دمائهم وعرق جيناتهم!
بالطبع اليوم تختلف الأفكار حول تأثير هذه «الجينات» بالناشئة ولكن من المؤكد ان كل من يعيش او عاشق على هذه الأرض وتأثر بـ «ملح» تربتها لايزال قلبه يهفو بالحنين الى الكويت.
وهذا الاستنتاج الذي قلته لصديقي المصري بعد حديث طويل عن تركيبة «الجينات» الكويتية لأنه ولد على ارضها وعاش بين اهلها وترعرع في مناطقها وعاشر كل جميل وتأثر بالخصال الحميدة في مدرسته وبيئته التي تربى فيها على ارض الكويت!
هنا نحن نستغرب هذا الشعور بالانتماء والتأثر بـ «الجينات» الكويتية بالمعاشرة والاختلاط والتربية بين اهل الكويت ومن يعيش على ارضها متأثرا بسمات واطباع اهلها من واقع التعامل والاختلاط بالعمل والشارع والصداقة الحميمة التي تربط الكويتي بمن يعيش على هذه الأرض وتأثر كما قلنا بـ «ملح» وعادات وخصال وموروث اهلها! فأصبحت «جيناته» موروثة بحكم التأثر بهذه العادات الوراثية الكويتية التي شكلت خصال كل من يعيش على هذه الأرض متأثرا بكل مفيد وحميد وقيم في طباعه وعاداته وسلوكه المكتسب بالتعايش على ارض الكويت متأثرا بـ «الجينات» الكويتية وعاداتها الحميدة الموروثة من عهد الحضارات التي مرت على ارض الكويت من القدم حتى وقتنا هذا، هذه هي «الجينات» الكويتية!