نحن في رمضان الكريم وبالعادة الشعبية عند أهل الكويت تبادل «نقصة» رمضان مع بداية دخول الشهر وكذلك «نقصة» الخميس أو الاثنين بين الأهل والجيران!
و«النقصة» عبارة عن طبق طعام من موائد رمضان الزاخرة، أما في هذه الايام فتنوعت «نقصة» رمضان وأصبحت بدلا من طبق شهي صارت أطباقا «وزبيل» فيه أصناف من المأكولات ومثل ما تغيرت عادة القرقيعان أيضا تغيرت عوايد «النقصة» واليوم في الحقيقة في خاطري «نقصة» من نوع آخر ليست لها علاقة بالاطباق الرمضانية ولا في هدايا القرقيعان وغيرها!
«نقصتنا» اليوم حول موضوع له علاقة بوزارة البريد والبرق والهاتف سابقا، والتي أصبحت وزارة المواصلات ثم وزارة الخدمات ورغم كل هذا التغيير الاداري والسياسي في اسم هذه الوزارة العريقة التي سبقت عصرها من عهد «شركة التيل» المشهورة والتي قامت بتركيب خطوط «البرق والهاتف» زمان بالكويت في الخمسينيات من القرن الماضي! بالطبع هذه الوزارة العريقة اليوم تقع على شارع جمال عبد الناصر مقابل ميناء الكويت والكثير من الناس لا يعرف أين تقع هذه الوزارة والكل يعرف وزارة المواصلات من أبراجها العظيمة بداية من برج التحرير ثم برج المدينة، وبرج محافظة حولي، وبرج السالمية، وبرج محافظة الفروانية وبرج كيفان وبرج جليب الشيوخ وبرج الأحمدي الذي دمر ابان الغزو الغاشم، وبعض المباني المنتشرة في كل المحافظات والتي يطلق عليها اسم «سنترال» وقبل ذلك اشتهرت وزارة المواصلات بمحطة «أم العيش» الأرضية للاتصالات عبر الأقمار الاصطناعية التي دمرت بالغزو الغاشم أيضا!
و«النقصة» في الحقيقة هي للأسف بسبب الفارق الكبير بين مبنى وزارة المواصلات الحالية بالشويخ ومباني الوزارات الأخرى التي استحدثت كلها وفق متطلبات التنمية، إلا أن هذه الوزارة لاتزال طي النسيان الحكومي!
يقولون ان تصميم الوزارة موجود ولكن لايزال في «درج» النسيان عند الحكومة، فمتى يرى مبنى وزارة المواصلات المطور النور قبل أن تنفد ميزانية التنمية؟!
فهل من المعقول أن مبنى الوزارة ضمن خطة الكويت الجديدة 2035 سيكون في «مدينة الحرير» مثلا! هذه «النقصة» الرمضانية ستكون على مائدة الحوار مع كل المعنيين بالأمر لأنه من غير المعقول ان من يدخل الى وزارة المواصلات حاليا يعتقد أنه في إحدى الثكنات العسكرية أيام الخمسينيات فكيف لا تكون «نقصة» حياة العاملين بهذه الوزارة عندما يراجعون مباني الوزارات الأخرى التي طالعها الفن المعماري الحديث؟!
***
نقصة أخيرة!
صديق عزيز استهجن الوضع العام لمبنى وزارة المواصلات بمنطقة الشويخ المعني بإدارة «الكيبل»! مبنى كأنه مهجور فيه أهم إدارة تتعلق بشبكة الهواتف «الكيبل» في دولة الكويت فهل يعقل في أهم وأعرق الوزارات.. هذا المبنى؟!