أهدانا العم عبدالرحمن يوسف المزروعي قبل أيام مؤلَّفين من إعداده وجمعه، الأول يتناول «تاريخ المقاهي الشعبية في الكويت» والآخر عن «معسكرات العمل للشباب للحفاظ على البيئة البرية والبحرية»!! تصفحت الكتابين وقرأت إنجازات هذا الرجل الدؤوب الذي كان يعمل من أجل الوطن دون مردود وترك إرثا كبيرا في مسيرة العمل التطوعي في مجالات شبابية كثيرة عندما كان يعمل مديرا لإدارة الشباب والطفولة بوزارة الشؤون الاجتماعية والعمل، وقد كان لي الشرف بالعمل معه بمراكز الشباب أنا ونخبة من الزملاء في الفترة من عام 74/1975 وقد لمسنا من هذا الرجل تعاونا وتشجيعا كبيرا لنا وتعلمنا منه المثابرة والمبادرة، فالعم عبدالرحمن المزروعي «بويوسف» طاقة من النشاط والحيوية أعطته ـ والحمد لله ـ ذاكرة ذهنية إلى يومنا هذا رغم كبره اليوم إلا أنه يتذكرك عندما تذهب له ديوان المزروعي للسلام، فيبادرك بالترحيب والاطمئنان عليك «الله يحفظه» ويمتعه بموفور الصحة والعافية على الدوام.
اليوم نكتب لمسة الوفاء هذه لهذا الإنسان الذي أعطى لبلده الكثير من الوقت والجهد والعمل بإخلاص وتفان، والجميع يعمل ويذكر دوره الكبير في خدمة الشباب والأطفال من خلال مراكز الشباب وحدائق الأطفال ومعسكرات الشباب وأنشطتها خاصة في «فصل الصيف» ولذلك خدم الرعيل الأول من خلال موقعه في إدارة المقاهي الشعبية وديوانات الصيادين وكبار السن وغيرها من الأنشطة الداعمة لهذه الفئة من المواطنين.
«عبدالرحمن المزروعي» يستحق التكريم بأعلى «الأوسمة والوشاحات» الوطنية لأنه رمز ومدرسة في ميدان العمل التطوعي والرسمي وعلى الدولة تكريمه في حياته المديدة لأنه يستحق ذلك، وكل من يعرفه وعمل معه يؤكد على أهمية هذا التكريم بحق هذا الإنسان الوطني الذي ضحى من أجل رفعة سمعة وطنه الكويت في المحافل المحلية والعربية والدولية لخبراته في مجالات خدمة الشباب والطفولة والرعاية الاجتماعية.
وهنا أدعو المسؤولين في وزارة الشباب وهيئة الرياضة إلى تخصيص جائزة أو فكرة رائدة تمنح للشباب باسم «عبدالرحمن المزروعي» بشكل سنوي أو إنشاء مركز خاص بالعمل الشبابي التطوعي يحمل اسم هذا الرجل العملاق الذي قدم العديد من الخدمات لهذا الوطن المعطاء حتى يخلد «بويوسف» في اذهان الاجيال الحالية والقادمة على مر الايام والسنين.
إنها دعوة من القلب خالصة نتمنى ان تلاقي الصدى والترحيب من وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل ووزارة الشباب وهيئة الرياضة وكل الجهات والمؤسسات الحكومية الداعمة لأنشطة الشباب والطفولة تكريما لكل إنسان وطني عمل من اجل هذا الوطن الغالي في مسيرة حياته العملية، وبالتأكيد هم كثر اطال الله في اعمارهم وفي عمر العم عبدالرحمن يوسف المزروعي معلمنا وملهمنا الأول في بداية طريق العمل والحياة المهنية عندما كنا شبابا يافعين.
أتمنى أن تكون الرسالة قد وصلت بمعناها الوطني والإنساني.