بعد انتظار 29 عاما تلمّحت في الأفق أخبار العثور على مقابر جماعية في جنوب العراق يعتقد أنها لرفات مواطنين كويتيين في منطقة السماوة، ومؤخرا في منطقة المثنى! بالطبع نحن اليوم تمر علينا الذكرى المؤلمة والتي تصادف غدا الجمعة وكلنا امل أن تكون الجهات المختصة تحققت بالتوصل الى حقائق إيجابية مرضية لنا في شأن هذه الرفات والتي لمحت عنها وزارة الخارجية الكويتية بأنها إيجابية دونما الكشف عن تفاصيل دقيقة أو معلومات عن اسماء لبقية اسرانا «المغدورين» إبان الغزو العراقي والذين يعتبر اغلبهم من المدنيين الأبرياء وبعض العسكريين الذين كانوا من فصائل المقاومة الكويتية الباسلة للاحتلال وأزلامه طوال السبعة أشهر الكارثية!! نعم في انتظار انضمام هذه الرفات الطاهرة إلى ركب أسرانا الشهداء وكوكبة شهداء 2/8/1990 الذين قاوموا الاحتلال.
نعم إن تراب الكويت الطاهر هو الحضن الرؤوم لرفات هؤلاء الأبناء البررة والذين نأمل بأن تتوصل الجهات المعنية وتكشف عنهم جميعهم حتى يلتئم شمل أهل الكويت وأرضها بالأبناء الأسرى الشهداء وتنتهي معاناة الانتظار والصبر والهواجس كلها ليحتضن ثرى الكويت أطهر رفات ويتنفس الأبناء والأحفاد والإخوة والأخوات رحيق فجر 2/8/2019 برائحة زكية عطرة هي مصدر اعتزاز وفخر باحتضان تراب الوطن لهذه الرفات الزكية الطاهرة بعد انتظار 29 عاما، وبذلك نقفل ملف من اهم الملفات العالقة اجتماعيا وسياسيا لتبدأ رحلة التخليد لهؤلاء الأبطال الذين ضحوا بالنفس والروح من اجل حرية الكويت واستقلالها، بعد انضمامهم لركب الشهداء المعلن عنهم من قبل من الأسرى وكذلك الشهداء العسكريين والمدنيين الذين سقطوا دفاعا عن الكويت وأرضها الطاهرة في 2 اغسطس 1990 رحمهم الله جميعا وأحسن مثواهم.
مكتب الشهيد والذكرى!!
بالطبع الأخبار التي تناقلتها وسائل التواصل الاجتماعي ووسائل الإعلام المرئي والمسموع والمقروء في الكويت والعراق عن العثور على مقابر جماعية يعتقد بأنها مقابر لرفات اسرانا الأبرار، هي بالتأكيد ستكون على أولويات مكتب الشهيد ونحن على أعتاب تخليد ذكرى بطولات شهدائنا البواسل، وبالتأكيد أن حديقة الشهيد في هذه الذكرى ستكون زاهية بالأنوار البيضاء على امتداد سور الكويت الذي تقع عليه حديقة الشهيد تخليدا لذكرى شهدائنا الأبرار وترحيبا بانضمام كوكبة من الشهداء الأسرى، الذين سيعلن عن العثور عليهم بعد إتمام الإجراءات الخاصة بالفحوصات على الرفات التي عثر عليها مؤخرا في جنوب العراق.
ونحن بالانتظار نسأل الله العلي القدير ان يتغمد شهداءنا بواسع رحمته ورضاه وتتنزل السكينة والطمأنينة على قلوب ذويهم وأبنائهم وأحفادهم. تراب الكويت الأولى برفات أسرانا.