مفارقة تاريخية حدثت الخميس الماضي 8 أغسطس 2019 عندما استقبلت أرض الكويت الطاهرة رفات أسرانا الشهداء الأبرار بعد غياب دام 29 عاما، وسجل التاريخ حدثا غير عادي لتكون الذكرى التاسعة والعشرين للغزو العراقي الغاشم في 2 أغسطس والتي وقعت يوم الخميس هي عبرة واعتبار ومفارقة تاريخية لهذا اليوم المبارك في 8/8/2019، عندما عادت رفات شهداء الوطن الى تراب الكويت الطاهر، ودرس للأجيال الحاضرة ليحفظ التاريخ الحق الكويتي الذي دافع من أجله هؤلاء الشرفاء الأبطال من أجل الحرية لنؤكد اليوم ان «الفرع عاد إلى الأصل» لأن كل الجهود التي بذلتها الكويت من أجل تحقيق مطلب الكشف عن مصير أسرانا تأكد بجهود المخلصين وكل المعنيين بهذه المسألة الإنسانية والسياسية والتاريخية التي تحققت فكان يوم الخميس 8/8/2019 بداية لعودة بقية رفات مفقودينا الشرفاء لأرض الوطن الغالية!
وهنا نستذكر الجهود التي بذلها صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد ـ رعاه الله ـ منذ ان كان على رأس الديبلوماسية الكويتية وهو يؤكد على هذا الحق الكويتي الأصيل بالكشف عن مصير أسرانا ويطالب بعودتهم الى ارض الوطن، وكان دائما ـ رعاه الله ـ يذكر ان الكويت لن يهدأ لها بال حتى تعود رفات آخر أسير كويتي من العراق والكشف عن مصير كل الأسرى! من هنا كان نهج رجال الديبلوماسية الكويتية وكل المخلصين بـ«الخارجية» و«الداخلية» الكويتية يترجمون هذه الحقيقة الأصيلة بالتعاون مع الأمم المتحدة والأشقاء والأصدقاء في اللجنة المشتركة التي حملت ملف الأسرى على عاتقها رغم الظروف القاسية والصعبة، إلا ان عودة ثلة من شهدائنا الأسرى الخميس الماضي هي نتيجة مبشرة بالخير لعودة آخر أسير كويتي بإذن الله الى ثرى الكويت الطاهر! وهنا نقول بكل امانة وتجرد بل ونشدد أنا وكل الإخوة الذين لهم مفقودون لا يزال لم يكشف النقاب عنهم وعن مصيرهم اننا نضع يدنا وخبرتنا المتواضعة تحت تصرف الدولة للمساعدة في هذا الاتجاه ونثني على جهود الديبلوماسية الكويتية التي تحققت بضوء ونور في هذه القضية الإنسانية، حتى وإن لم يتم الكشف عن أسماء من هؤلاء المفقودين حتى تتحقق الأدلة لكشف هويتهم، إلا ان الأمل معقود بالصبر والدعم لجهود الديبلوماسية الكويتية من قبلنا نحن أهل الأسرى المفقودين، وإن كان البعض منا قد قبل الحقيقة وأصدر أحكاما قضائية من سنة او سنتين او اكثر، الا اننا نؤكد ان الكشف عن مصير ورفات كل المفقودين هو مطلبنا الشرعي والقانوني والإنساني حتى تدفن رفات أسرانا بجوار شهدائنا الأبرار في ثرى الكويت الطاهر بإذن الله!
رفات أسرانا.. كشفت سياسة التضليل!
بحمد الله تحققت آمال الكويت وأهالي الأسرى المفقودين واستطاعت الديبلوماسية الكويتية كشف التضليل حول قضية الأسرى التي كانت من اهم اولويات القيادة السياسية وديبلوماسيتها العريقة. لقد دأب النظام البائد في العراق نفي وجودهم في معتقلاته من بعد تحرير الكويت عام 1991 وحتى سقوط النظام عام 2003، ولكن الديبلوماسية الكويتية بالتنسيق مع جهود الأمم المتحدة والأصدقاء والأشقاء جعلت هذا الملف على «قيد الحياة» فكانت الجهود والمواقف الصارمة في قضية الأسرى المفقودين هي الشغل الشاغل حتى منّ الله تعالى علينا بعد جهود التواصل مع الجانب العراقي بالوصول إلى كشف تلك الأضاليل السياسية التي كانت تنفي وجود أسرانا بالعراق!
ورغم ذلك جاءت بعض التصريحات يوم تسلمنا رفات أسرانا الخميس 8/8/2019 تتناقض وتتنافى مع الآلية السياسية والديبلوماسية التي اتبعتها الكويت بالإعلان عن اكتشاف هذه الرفات الطاهرة! نعم هذه التصريحات تتناقض مع اصحاب الحق اهالي المفقودين وحتى يتم الكشف بعد الفحص عن هوية هذه الرفات نحن متفائلون بأن هذه الرفات هي بداية النهاية للكشف والتوصل الى كل رفات اسرانا المفقودين بإذن الله ونؤكد تضامننا مع السياسة والديبلوماسية الكويتية في نفس الاتجاه.