بالطبع كلنا يعرف قصته في السيرة والتاريخ إنه «مسيلمة بن ثمامة بن كثير بن حبيب الحنفي» كان من اشهر من ادعوا النبوة في زمن النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
ولد بالقرية المسماة اليوم بالجبيلة بوادي حنيفة في نجد ويقال إنه كان اخنس الأنف «أفطس» وانه قد تكهن وتنبأ باليمامة ووجد له أتباعا قبل نزول الوحي على النبي صلى الله عليه وسلم، وكان أهل مكة على علم برسالته، واشتهر بالحيلة وعلم الكهنة والسحرة وأخبار المتنبئين!!
ومسيلمة الكذاب لم يبايع النبي عليه السلام، وطلب أن يشركه النبي محمد صلى الله عليه وسلم في النبوة كما اشرك موسى عليه السلام أخاه هارون!! وهنا قال له الرسول صلى الله عليه وسلم، «والله يا مسيلمة لإن سألتني هذا العرجون ما أعطيه لك»، لكن مسيلمة ذهب الى أهله في اليمامة وأخبر بعضم ان محمدا قد يشركه في النبوة معه ثم ارسل رسالته الشهيرة الى النبي صلى الله عليه وسلم «من مسيلمة رسول الله الى محمد رسول الله ألا إني أوتيت الأمر معك فلك نصف الأرض ولي نصفها ولكن قريشا قوم يظلمون»... فرد عليه الرسول محمد صلى الله عليه وسلم برسالة جاء فيها «من محمد رسول الله إلى مسيلمة الكذاب السلام على من اتبع الهدى أما بعد: (إن الأرض لله يورثها من يشاء من عباده والعاقبة للمتقين) صدق الله العظيم.
وبعد وفاة النبي عليه السلام ظهرت «سجاح التميمية» في شرق نجد، وأرادت غزو اليمامة مع جيشها من بني تميم، فقالت لهم فيما تقوله «عليكم باليمامة، دفوا دفيف الحمامة، فإنها غزوة صرامة، لا تلحقكم بعدها ملامة» وحين علم مسيلمة بذلك عرض عليها ان تنضم إليه في مواجهة المسلمين فتزوج مسيلمة بن حبيب من سجاح بنت الحارث! ولكن خليفة رسول الله صلى الله عليه وسلم ، أبوبكر الصديق رضي الله عنه حارب اهل الردة ومانعي الزكاة ومنهم مسيلمة الكذاب الذي هزمه الصحابي الجليل خالد بن الوليد وقتل مسيلمة على يد «وحشي بن حرب» في معركة اليمامة سنة 12 هجرية 633 ميلادية وكان عمره تعدى المائة عام، وبعد عشرة سنين أعدم حامل رسالة مسيلمة التي ارسلها للرسول محمد صلى الله عليه وسلم مع آخرين في الكوفة حيث اعتبروا أنهم مازالوا على دعوة مسيلمة الكذاب.
نعم هذه قصة كذاب عصره التي نعرفها في اخبار السيرة منذ ذلك العهد وستبقى درسا وعبرة لنا وللأجيال القادمة على مر السنين من هنا نقول إن الموروث الشعبي الكويتي اعتاد على إطلاق لقب «أبوشلاخ» على الكذاب حتى لا يشبه بذلك المسيلمة الكذاب «المشرك» الذي أجبر قومه على الردة عن الدين الإسلامي وحارب المسلمين!! نعم «أبوشلاخ».
في هذا الزمن وهذا العصر «كثيرون» وفي كل البقاع ولهم علامات وأحاديث وأكاذيب وتصريحات مشهورة وادعاءات كثيرة هي دليل على أنهم يحملون صفة «أبوشلاخ» لأنهم اعتادوا الكذب ونقل الأكاذيب بكل الوسائل خاصة في هذا العصر الذي ازدادت فيه الوسائل التي استغلها الكذابون الذين أشاعوا الأكاذيب بكل تلك الوسائل المتاحة، لذلك سيبقى «أبوشلاخ» الذي عرف عنه انه «كاذب» في حديثه ورأيه وكل ما ينقله من اخبار وقصص ملفقة هو ذلك الشخص المنبوذ من الناس في مجالسهم!! نعم «أبوشلاخ» هذا العصر يدعي الفهم في كل شيء في الحياة السياسية وأساليب التحايل ونقل الأضاليل والبهتان وإشعال الفتن في المجتمعات والتصنع ويلبس ثوب «التقوى» أحيانا!! نعم «أبوشلاخ» هذا العصر ضلالي متآمر على قومه وشعبه وأمته وأتباعه، يفتعل المواقف ويضخم الأمور ويمجد الخارجين عن الجماعة والنظام ويضلل العدالة وينتفع بل ويتكسب على حساب وطنه وأمته!! و«أبوشلاخ» العصر في كل الأوساط الاجتماعية موجود!!