«جحا».. شخصية كل زمان ومكان وأسطورة وحكايات جالت في كل الأزمنة والعصور وولدت في كل الشعوب، عرف العرب شخصية «جحا» منذ القدم وظهرت هذه الشخصية النادرة في بلاد فارس أيـضا، وفي تركيا وهي تتسم بالذكاء والظـــرافة والدهاء والكــرم والبخل، وكذلك بالغباء والتصنع للأحداث حسب ظــروف الموقف!!
وهناك حكايات ونوادر لهذه الشخصية الواقعية أحيانا والخيالية أيضا، وبالتأكيد عرفت شخصية «جحا» بالذكاء الساخر في أغلب «نوادره» الساخرة والمضحكة!! وهناك إسقاطات على واقع اليوم تتسم بأنها من نوادر «جحا» ومقالبه وظرافته وسخريته، لذلك أصبح واقعنا فيه الكثير من الروايات و«الحبكات» التي تلصق في هذه الشخصية النادرة والساخرة سواء كانت مواقف سياسية أو جدلية وغيرها من المواقف التي تلصق بشخصية «جحا».. لذلك نقول ان تتبع حكايات ونوادر «جحا» فيها الكثير من العبر!!
من هنا نحن نتحدث عن هذه الشخصية في عصرنا هذا وفقا لمتطلبات واقع اليوم لذلك استخدمنا «هاشتاق» #جحا..!! تقول القصة والحكاية القديمة الظريفة بأن «جحا» كان يمر بأحد الأحياء فوجد مجموعة من الرجال المكفوفين يتسامرون ويضحكون فخطرت في باله فكرة مقلب معهم، فأخرج «كيس» نقود من القماش وصار يهز الكيس بقوة فسمع هؤلاء «العُمي» صوت النقود واتجه سمعهم نحو مصدره، فما كان من «جحا» إلا أن رمى هذا الكيس في الهواء بين هؤلاء الرجال المكفوفين، وعندما أحسوا بذلك صاروا يتخبطون فيما بينهم للحصول على كيس النقود ويتعاركون من أجل ذلك، أما «جحا» الذي كان يتابع هذا المشهد «المقلب» الذي أحدثه جلس يضحك ويتفرج على نادرته وفعلته مع هؤلاء المكفوفين!! من هنا نحن نقول ان «#جحا» في عصرنا هذا يختلف عن نوادر «جحا» في العصر القديم، ولكن واقعنا في الحقيقة فيه إسقاطات تتطابق مع تلك النوادر التي كان يفتعلها «جحا» في عصره وزمانه، ورواية «كيس النقود» والمكفوفين هي حالة تتطابق مع كل الأزمنة والناس، وإن كانت هي حكاية ظريفة ساخرة افتعلها «جحا» مع «العميان» إلا اننا في هذا العصر نقول هناك أناس تفكيرهم وممارستهم وتصرفاتهم هي «العمية»!! وخاصة أولئك الذين يتقاتلون على «المال العام» سواء بتمرير الصفقات و«السمسرة» من أجل الكسب غير المشروع دون رقيب «سياسي» رادع لتصرفاتهم مثلهم مثل أولئك النفر من المكفوفين الذين تقاتلوا على «كيس نقود» جحا..!!
هذه هي قصة من «#جحا».. حدثت في العصر القديم ومازالت تطوف بين العصور والأزمنة حتى وصلت واقعنا الحاضر!! ورغم ان «جحا» قديما كانت راحلته هي «الحمار» الذي اشتهر معه وبحكاياته!! إلا ان «#جحا» هذا العصر راحلته «طائرة» خاصة وسيارات فارهة «ويخوت» بسبب المال الذي استولى عليه!!