نحن في انتظار ولادة حكومة سمو الشيخ صباح الخالد على أمل أن تأتي هذه الحكومة في هذا الوقت والعهد الجديد، بعيدا عن المحاصصة وحتى تكون نزاهة الاختيار بعيدا عن تداخلات وشروط الكتل والتحزبات القبلية والفئوية! لذلك نقول ان بيان بعض الجهات التي ترفض التجديد لأحد الوزراء هو أسلوب ضغط سياسي مرفوض لمستقبل الحكومة ورئيسها الذي تفاءل الجميع بتكليفه للمرحلة المقبلة، لذلك نقول: علينا ألا نستبق التشكيل باستنتاج قوائم التشكيل بين الفينة والأخرى أملا بوصول بعض الوزراء المحسوبين على هذا الاتجاه أو ذاك!
نعم.. لا للمحاصصة، التي خلقت إشكالات سياسية وفنية وأزمات أدخلتنا في مجهول الفساد السياسي والإداري والمالي، لذلك نقول حتى تخرج حكومة صباح الخالد للنور علينا ترك الأمور بيد صاحب الشأن لأن تجاربه السياسية تعطيه القدرة لتأسيس تجانس حكومي للمرحلة المقبلة واللاحقة وهو قدر المسؤولية ورجل المرحلة، لذلك دعونا نقف في صفه حتى يحقق الطموح والنجاح المطلوب لنا وله في قيادة المسيرة السياسية الطموحة دونما تشويه وعرقلة وتنبؤات التشكيل الوزاري المرتقب! ماذا استفدنا من المحاصصة في التشكيلات الوزارية السابقة غير القيادات التي أتت من خارج الاختصاص وبالمحسوبية، واليوم مثلا الوزارة مستقيلة والعاجل من الأمور يتطلب من الوزير المختص ألا يتسرع بإصدار القرارات التي تسكن القيادات في الشواغر مثلما حصل بالتربية مؤخرا وكذلك في جهات حكومية أخرى، مما خلق في المستقبل مشكلات فنية وإدارية للوزير القادم لهذه المهمة ويضعه أمام مسؤولية مواجهة الواقع الصعب في حل إشكاليات القيادات بوزارته، وهكذا تكون مثل هذه القرارات معضلة في طريق رئيس الوزراء المكلف من اجل ترتيب الوضع العام في البيت الحكومي بسبب عراقيل البيوت الوزارية التي خلقتها حكومة تصريف العاجل من الأمور في هذه الوزارات المستعجلة لسد الشواغر قبل الرحيل الأخير!
بالطبع نحن مع كل الذين يرغبون في الانتظار بمحطة الفرص الأخيرة للتشكيل الحكومي المرتقب على نار هادئة دونما تشويش سياسي وإعلامي لرئيس الوزراء المكلف الذي تأمل الكويت بقيادته الخروج من مأزق «الفساد» والفساد المضاد! نعم سمو الشيخ صباح الخالد على قدر المسؤولية، دعونا نترك له الخيار والتأمل والفرصة لإعداد «طبق» سياسي متلائم مع المرحلة المقبلة دون تشوهات سياسية تعرقل طريق النجاح! فهل تنجح الكويت بحكومتها الجديدة القادمة للخروج بالنتائج الطيبة المرتقبة باتجاه التنمية المستدامة سياسيا واقتصاديا وبشريا على نهج «صباح الثالث» في تاريخ الحكومات الكويتية؟ كل التوفيق لسمو الشيخ صباح الخالد في مهمته الوطنية.