تتحدث المصادر التاريخية عن منح الكويت استقلالها الذاتي عام 1914 في عهد الشيخ مبارك الكبير عندما خاطب المندوب السامي البريطاني حاكم الكويت آنذاك وأخبره بذلك الاستقلال الذاتي، رغم اتفاقية 1899 السارية المفعول، هذه الوثيقة التاريخية التي درسناها في مقر تاريخ الوطن العربي المعاصر بجامعة الاسكندرية بقيت راسخة في ذاكرتنا!! بالأمس أشار مؤرخ الكويت الكبير العم د.صالح العجيري في تقويمه الى أن عام 1921 كانت فكرة إنشاء مجلس للشورى يعين الحاكم على تصريف أمور الوطن وتكون له رئاسته، هذا التطلع المستنير من ثلة رجالات الكويت آنذاك وقبل 100 عام تقريبا يؤكد لنا الرؤية الراسخة بأن «الكويت حرة» بالرأي وبالتعبير، وهنا نحن نقول ان هذه الرؤية سبقت إعلان الاستقلال عام 1961 بنحو 40 عاما، وكذلك سبقت إعلان الدستور عام 1962، وهنا أيضا نتحدث عن فارق الزمن بين اتفاقية 1899 وإعلان فكرة مجلس الشورى المقترح من نخبة رجالات الكويت عام 1921 والفكر الديموقراطي الذي كان ولا يزال يتمتع به رجالات الكويت!! من هنا أيضا نحن نتطلع لرؤية الفكر الكويتي الراسخ والرائد الذي كان آباؤنا وأجدادنا يتمتعون به حكاما ومحكومين لأننا بحاجة اليوم في هذا الوقت لأن يطرح رجال التاريخ والمجتمع والسياسة هذه الرؤية المتقدمة التي كانت بين الحاكم والمحكومين لصيانة الوطن وحمايته بالشورى والديموقراطية منذ اكثر من 100 عام في طرحهم هذه التصورات والرؤية الوطنية، نعم نحن بحاجة اليوم الى فكر يلجم جماح «الطيش» السياسي الذي شاهدناه في قاعة عبدالله السالم بجلسة الثلاثاء 18 فبراير 2020، نعم نحن بحاجة للعقل والحكمة في معالجة الشأن السياسي المحلي برؤية رجالات الكويت الذين كانوا يتطلعون لإنشاء مجلس شورى يعين الحاكم على تصريف أمور الوطن بمعالجة حديثة مطورة ورؤية ثاقبة تحفظ لنا هذه الديموقراطية لتكون قدوة للأجيال!
لذلك نحن نطرح رؤية الشيخ يوسف بن عيسى القناعي وزملائه الأخيار ـ رحمهم الله ـ في هذا الوقت الحساس والمهم الذي سيكون نهاية دور الانعقاد للفصل التشريعي الخامس عشر قبل إعلان موعد انتخابات عام 2020 التي يتطلع لها الشعب الكويتي من اليوم وخاصة هذا الجيل الشبابي المتمكن من طرح نفسه على أجندة وكشوف انتخابات 2020 القادمة!! بالتأكيد هذا التاريخ الوطني لرجالات الكويت الأوائل الذين سبقوا زمنهم لا يزالون اليوم في ذاكرتنا نحفظ مواقفهم الوطنية التاريخية ونذكر بها هذا الجيل وبالأخص رجال التاريخ والسياسة والاجتماع وأجيالا من الشباب الواعي الذين هم أمل المستقبل المنشود لنظامنا الديموقراطي، حتى يحافظ الجميع على حرية الكويت وديموقراطيتها المتأصلة جيلا بعد جيل بالفكر الوطني المستنير!!
> > >
شهر فبراير رمز الاستقلال وسيبقى رمزا للحرية والتحرير للأبد، القدر الذي جمع فكرة الجلوس والاستقلال بالتحرير مؤشر وعبرة لنا حتى نحفظ أهمية تاريخ الرؤية التي طرحناها في هذا المقال!!