في مقال نشر بتاريخ 13 مارس 2018 للدكتور علي الصلابي بمجلة المجتمع الكويتية تحت عنوان: «الكويت.. ودعم كفاح الشعب الجزائري واستقلاله» كتب د.الصلابي مقالا مطولا عن هذا الدور البطولي لحكومة وشعب الكويت ووقوفهم حكومة وشعبا مع اخوانهم الجزائريين في كفاحهم المشروع ابان الاحتلال الفرنسي ودعم الثورة الجزائرية معنويا وماديا وسياسيا منذ انطلاقتها عام 1954.
وذكر د.الصلابي مواقف أمير الكويت آنذاك الراحل الشيخ عبدالله السالم الصباح - طيب الله ثراه - في مساندة الشعب الجزائري وقوله للوفد الجزائري الزائر هذه العبارة العظيمة «نحن نشارككم في كفاحكم، فلا تهنوا ولا تحزنوا، سيزداد مقدار إعانتنا على مقدار ما ستزداد مداخيلنا، وانكم لواجدون عندنا بحول الله ما تحبون»! هكذا هي مواقف الشجاعة التي وقفتها الكويت مع شعب الجزائر بكل قوتها وطاقتها حتى نال الجزائر استقلاله وحريته عام 1962، بالطبع قراءة هذا المقال العروبي من مواطن جزائري تثلج الصدر وتبعث الروح والفخر لكل مواقف الكويت الداعمة والمساندة للأمة العربية وشعوبها! نعم قراءة متأنية لهذه المقالة الصريحة والواضحة والتي يمكن الرجوع لها على موقع مجلة المجتمع لمن يريد أن يعرف ماذا قال الجزائريون عن لقائهم الأمير الراحل عبدالله السالم - رحمه الله - وهي مواقف الكويت تجاه ثورة الجزائر منذ اندلاعها عام 1954 وحتى استقلالها عام 1962 وكيف كان كفاح الكويت حكاما وشعبا مع اخوانهم الجزائريين في تلك الفترة، وكيف فتحت الكويت ذراعيها لاستقبال الطلبة الجزائريين للدراسة بالمدارس الكويتية في تلك الفترة.
كما أشار الكاتب د.الصلابي الى تصريح قاله رئيس الحكومة الجزائرية المؤقتة لدى استقباله البعثة الطبية الكويتية عام 1962 حيث قال: «صحيح ان كفاح الشعب الجزائري في الداخل حطم الاستعمار ولكن هناك جهود الشعوب العربية.. فالكويت وقادتها الأشاوس بما قدموا من تبرعات ومساعدات وتأييد أثرت كلها في سير المعركة»! ويقول الكاتب في مقاله إن المبلغ الذي تبرعت به حكومة الكويت والذي أودع في حساب جبهة التحرير لدعم الثورة يقدر آنذاك بثلاثة ملايين دولار!
ونحن أمام هذه الأزمة الصحية العالمية التي تمر على بلادنا والعالم لنؤكد الدور البطولي والتعبوي والشجاع لوزارة الصحة العامة والذي تبذله كوادر الكويت الطبية بكل طاقتها البشرية والمادية تجاه مكافحة آفة «فيروس كورونا» وحربه الشرسة ان تاريخ هذه المؤسسة والوزارة والذي تجلى فخرا واعتزازا لنا اليوم ونحن نلقي الضوء على رأي مفكر وكاتب عربي من الجزائر عن دور الكويت المساند والداعم للشعوب العربية في المحن والكوارث والملمات! لنتذكر الدور الشجاع لهذا الشعب الأبيّ المقدام اليوم ونحن نواجه هذه المحنة العالمية في مواجهة «كورونا» والتي تذكرنا قبل 30 عاما كيف واجه الشعب الكويتي بكل بسالة وإقدام كارثة الغزو الغاشم بالترابط والتكافل والتنسيق دونما قيود وشروط وقرارات ولكن بدافع حب الأرض والزود عن ترابها الغالي اليوم نعيش صورة تضامنية مع كل قرارات القيادة السياسية والشعبية بروح الفريق الواحد لإنقاذ الكويت من خطر هذا «الغزو الجديد» الفتاك! والله المعين لنا وللعالم في درء الخطر والغمة بتضافر كل الجهود الوطنية!
***
لقد لفت نظر كل المتابعين للمؤتمر الصحافي اليومي الذي تقدمه وزارة الصحة القدرة والامكانية الرائعة التي يتمتع بها د.عبدالله السند في إلقاء تصريحه اليومي ومخاطبة الجمهور ورده على أسئلة كل الإعلاميين.. نعم نجحت جهود وزارة الصحة إعلاميا وطبيا وقدرتها اليوم تؤكد لنا أن الغرس الذي زرعه الأوائل كان مثمرا من قبل 58 عاما!