زمان كانت كلمة التحدي عند الناس تقول: «فيك خير وطوط»!! ونحن اليوم نتحدى «فيروس كورونا» في التزامنا بكل التعليمات والتوصيات المسؤولة ونتحدى هذه الآفة الضارة والمرض في تنفيذ وسائل التعقيم وإغلاق كل التجمعات والمجمعات والأسواق وحتى الدواوين والمطارات والمنافذ التي تسمح لهذا الفيروس بأن «يوطوط علينا»!!
لذلك أصبحت كلمة «لا توطوط» شعارنا للقضاء على كورونا ومحاربته ومنعه من دخول أرضنا وبيوتنا وأجسادنا ودواويننا ومدارسنا وجامعاتنا، إننا في معركة فاصلة مع كورونا البغيض حتى نقضي عليه نهائيا!! لذلك نقول صدقت مصطلحاتنا القديمة في تراثنا الجميل لأن كلمة «لا توطوط» هي التحدي.
قبل 29 عاما وفي شهر اغسطس 1991 بدأنا في تطبيق عام الدمج الأول في تاريخ مسيرة التعليم بالكويت والذي نجح بجهود كل المخلصين الذين هم اليوم اصبحوا خارج الخدمة، الله يعطيهم الصحة والعافية، واليوم وكأن القدر جعل الأخ الدكتور سعود الحربي الذي كان واحدا من رجال تلك المرحلة الأولى ومعه الأخ والزميل أسامة السلطان ايضا في وجه التجربة للمرة الثانية لمواجهة تحدي عام الدمج الجيد في هذه «الجائحة» التي تواجهها الكويت والعالم في محاربة «فيروس كورونا» وهما على قدر المسؤولية.
بالطبع اليوم نواجه التحدي لأن العديد من الرجال هم كانوا بالأمس في التجربة الأولى على مقاعد الدراسة طلابا وطالبات وأمام هذه المسؤولية هم قادة المرحلة الثانية في عام التحدي «عام الدمج 2020» ولقد نجحت الخطط باعتبار بداية العام الدراسي في مطلع أغسطس 2020 وهي استكمال للعام الحالي 2019/2020 مرورا بإذن الله بجهود الجميع لاستكمال المسيرة بربط العام الدراسي القادم 2020/2021 مع مطلع شهر ديسمبر 2020، إنها فعلا تجربة فريدة لجهود من هم اليوم في ميدان التربية والتعليم طالما ان قيادة السفينة التربوية يقودها معالي الاخ سعود الحربي ومساعده الأخ اسامة السلطان اللذان تخطيا تجربة الدمج الأولى معا.
وبالتأكيد هناك العديد من القيادات التربوية ممن كانوا في مواجهة تجربة الدمج الأولى قادرون على ميد يد العون للرجال بهذه المرحلة الجيدة وحتى لا نغفل احدا ممن هم قادوا تلك المرحلة نقول يكفي بأن يكون اليوم معهم في الميدان د.سليمان سعدون البدر ود.عبدالله يوسف الغنيم ود.رشيد محمد الحمد وزراء التربية في تلك المرحلة الناجحة وآخرون مثل عبدالمحسن ناصر السعيد ونورية براك الصبيح وعبدالله علي اللقمان، وعبدالرحمن محمد الخضري، ومحمد حمد الحميدي، وسعاد رجب الرفاعي، وخالد ناصر الصليهم وآخرون من الخبرات التربوية والإدارية ممن عاصرناهم في قيادة عام الدمج الأول 1991/1992 وأيضا 1992/1993.
إن التاريخ يعيد نفسه في هذه المرحلة والكويت ومسيرتها التربوية الناجحة تستطيع التحدي، وبالتأكيد الجهود مضاعفة ولكن الاصرار بالتأكيد موجود وفي اعتقادنا أن اخواننا وأبناءنا رجال هذه المرحلة ونساءها قادرون على التحدي ونحن داعمون لجهودهم المباركة.
ذكريات تلك المرحلة بعد التحرير ستظل في الذاكرة لأننا كنا في قلب معركة تحدي عام الدمج الأول 1991/1992 اغسطس ثم يناير 1992/1993 والحمد لله نجحنا.