في عام 570 بعد الميلاد، خرجت جيوش ابرهة الحبشي من اليمن قاصدة هدم بيت الله الحرام في مكة، لكن الله ارسل جيشه الخفي أسراب من طير الأبابيل بالحجارة التي قضت على هذا الجيش، وأصيب ابرهة وانسحب هذا الجيش الغازي الى صنعاء ذليلا مهزوما، بعد أن قال سيد قريش عبدالمطلب بن هاشم بن عبد مناف عبارته الشهيرة «للبيت رب يحميه»، ونحن اليوم في عام 2020 في ظل هذه الجائحة تتضافر الجهود التي جبل عليها أهل الكويت في سرائهم وضرائهم نقول بل نقتبس هذه العبارة للرد على مهاجمة العمل الخيري ولجانه التي فزعت من اجل خدمة الكويت وأهلها والمقيمين على أرضها!
نعم، بعد أكثر من 1450 عاما نستعين بهذه العبارة التي كان لها وقع عظيم لنؤكد ان العمل الخيري الذي اعتاد عليه أهل الكويت دائما له رب يحميه، لأن الجهود التي بذلت والفزعة الشعبية هي مصدر قوة وعظمة هذا الشعب في حماية الخير واهله بكل الظروف والملمات، ولأن معدن هذا الشعب الأصيل سيبقى عنوانا متصلا في غرس الأجداد والآباء للأبد!
نعم «للعمل الخيري رب يحميه» نقولها بكل اعتزاز وفخر، لأننا شاهدنا ونشاهد هذه الروح والفزعة الوطنية التي جبل عليها أبناء الكويت من خلال مساهمتهم بالعمل الخيري وتطوعهم في سبيل إغاثة الضعفاء والمحتاجين في كل بقاع الأرض، فكيف اليوم والكويت هي التي تستنفرهم لهذا الخير وهذه الفزعة، ويكفينا فخرا واعتزازا وانتصارا لهذا العمل الخيري العظيم ان أفرادا وعوائل وشركات وأسرا صغيرة وكبيرة ساهمت بفزعة الكويت، ومن هنا نحن نؤكد ونفخر بأن للعمل الخيري رب يحميه ويصونه!
كما نؤكــد ولله الحمد أن أبواب المـــساهمة لاتزال مفتوحـة، لأن «صندوق الفزعة» نراه سندا في دعم جهود الدولة في كل اتجاه في المحاجر الصحية والمحاجر الأمنية، لذلك نقول لكل من هاجم ويهاجم العمل الخيري ومقاصده «كفوا».. لأن للعمل الخيري ربا يحميه!
***
«صندوق الفزعة» تحت مظلة آمنة! في الحقيقة كل الذين يهاجمون نوايا العمل الخيري ولجانه الخيرية هم يدركون ان الدولة هي الرقيب والمشرف على هذا العمل الخيري العظيم، وهنا جهود جديدة توافدت على هذا العمل الخيري وعوائل ليست لها أنشطة مع هذه اللجان الخيرية وأفراد يساهمون بدعم هذا العمل الخيري بجهودهم وخبراتهم وأموالهم منهم رجال دولة كانت لهم مواقف جليلة وإبداعية في كل الأعمال التي أسندت لهم في السابق، منهم من قدم الدعم المعنوي والمادي والعيني وغير ذلك من الجهود لحماية هذا العمل الخيري، وهنا نستذكر كيف دعم أهل الكويت بداية التعليم إبان ظهور فكرة التعليم النظامي والمدرسة المباركية عام 1911 التي رأت النور نهاية عام 1912، هي حكاية نطرحها اليوم لنؤكد ان هناك «صندوق دعم التعليم» الذي له أياد بيضاء على كثير من المجالات والمساهمات الخيرية في مسيرة التعليم ايضا اليوم، ويعمل من خلال رجال دولة من الأخيار كانت لهم مساهمات عظيمة، ولايزالون في ميدان العطاء يقدمون العون.