الجائحة العالمية التي أصابت الأرض والحياة العامة بكل مصالحها وبالتأكيد ستؤثر على الحالة السياسية العامة، حيث أصيب دور الانعقاد الرابع والأخير في الفصل التشريعي الخامس عشر بهذه الجائحة وتعطلت جلساته في ظل التطبيقات الصحية التحذيرية بالتباعد الاجتماعي، وبذلك أصبحنا نترقب حالة استثنائية لهذا الدور التشريعي الرابع في الفصل الخامس عشر وبالتأكيد ايضا مع استمرار الجائحة التي ربما تنتهي مع بداية دور الانعقاد للفصل التشريعي السادس عشر أكتوبر 2020.. ونقول ان هذه الدورة «بلا إجازة»، او عطلة برلمانية كالمعتاد!!
هذا الظرف الاستثنائي في التاريخ السياسي للبرلمان الكويتي وإن كان قد وقع عام 1995 مع انعقاد الدور التشريعي الأول «للمجلس الوطني» آنذاك إلا ان التاريخ قد تجاوز تلك الحالة السياسية!
وهنا نقول: هل تستمر أعمال «مجلس الأمة» حتى انتهاء الدور الرابع في الفصل التشريعي الخامس عشر فنتجاوز كورونا؟!
بالتأكيد هناك آراء دستورية لرجال القانون الدستوري، فنحن نحتاج اليها لمثل هذه الظروف مستقبلا، نحن والجيل القادم خاصة الشباب الذي يتطلع لخوض انتخابات الفصل التشريعي السادس عشر يدرك أهمية هذه الحالة الاستثنائية سياسيا وتشريعيا لتكون قياسا على مثل هذه الظروف التي مرت على الفصل التشريعي الخامس عشر! بالطبع نحن نحتاج في هذه الظروف الاستثنائية الى هذا الوعي السياسي الدستوري، في ظل المدة المحدودة من عمر المجلس للفكر الاقتصادي والاجتماعي لمعالجة النتائج التي تأثرت بها البلاد نتيجة هذه الجائحة وحتى يكون البناء التشريعي من دون شوائب ومثالب دستورية ترهق أعضاء المجلس القادم بعد انتخابات الفصل التشريعي السادس عشر!
من هنا نقول ان الحملات الانتخابية القادمة ستكون ذات لون وسلوك أكثر يراعي مضامين ما فرضته جائحة كورونا علينا في التقارب والتباعد الاجتماعي وأسلوب الإدارة، فهل تنجح تقنيات وتكنولوجيا التواصل الاجتماعي في فرض نفسها على انتخابات المجلس القادم وتطلعات المرشحين مستقبلا؟!
أصحاب الماجستير والدكتوراه أصبحوا على الهامش في كل المراحل التعليمية لا يستفاد من دراساتهم وخبراتهــم وإمكاناتهم، أموال صرفت عليهم فأصبحوا وإنتاجهم العلمي مهمشين!!
إن «مرض» المنظومة التعليمية أخطر من بعد كورونا، فأين اللقاح الذي ينقذ هذه المنظومة من مرض «الفساد» الإداري والتربوي؟! منصات التعليم اليوم تبحث عن مخرج وسبيل لإنقاذ التعليم، بينما أموال هدرت سابقا على منصات تطبيقات التعليم الإلكتروني ضاعت هباء منثورا!
لذلك يبقى التساؤل: أين سيكون التعليم ما بعد كورونا؟!
> > >
٭ التعليم الخاص ومنصة التعليم عن بعد..!
دروس وعبر ملموسة قام بها القطاع التعليمي الخاص وشنت الحروب عليه لتعطيل خططه، ولكن التعليم الخاص واجه هذه الحرب الإعلامية والكلامية بالحقيقة والتطبيق ونفذ منصات التعليم عن بعد حتى لا يكون طلبته خارج التغطية التعليمية في زمن كورونا، فهل يستفيد التعليم العام من هذه التجربة والمنظومة التعليمية المتقدمة حتى يواجه ما بعد كورونا في أغسطس 2020، إذا نجحت الجهود وعادت مسيرة التعليم بعد دراسة تصحيح المسيرات في التعليم ما بعد كورونا؟!