فقدنا بالأمس رجلا بحجم مجموعة رجال، تعلمنا في مدرسته الكثير من المواقف. عرفته مطلع عام 1976 في الحفل الذي أقامته جمعية المعلمين لنا بمناسبة تخرجنا وعملنا في وزارة التربية ويومها كانت العلاقة متصلة ومتواصلة مع العم المرحوم والأستاذ عبدالله الجاسم العبيد (بورائد) - رحمه الله - وكذلك مع ثلة من رجال التربية والتعليم أصدقاء الدرب والمسيرة في العمل النقابي والشعبي والمهني أمثال الأساتذة جمعة ياسين وفهد البحوة وعبدالرحمن بوزبر وسعد الرميحي وحسن الصايغ وعباس السلمان ويوسف عبدالرحمن ومؤيد القريني، وبدأنا المسيرة مع رجال مدرسة (أبورائد) الرائدة من خلال العمل في لجان جمعية المعلمين وأيضا من خلال النشاط الصحافي في مجلة «الرائد» التي أصبحت بعد ذلك مجلة «المعلم».. سنوات ومناسبات ومواقف وعمل تربوي ومهني ونقابي تمثل في المشاركة بكل الأنشطة والمهام التي كفلنا بها العم «بورائد» الذي كان يتعامل معنا بروح الود والأبوة والمعلم، لقد استفاد كل الزملاء الذين عملوا مع هذا الإنسان القدوة والقائد المتزن.
وبعد مسيرة البداية بالانتساب والعمل مع هذه الخلة الطيبة في مدرسة الريادة التي كان قائدها العم عبدالله الجاسم العبيد - رحمه الله - والذي أتيحت لي فرصة العمل معه من خلال مجلس الإدارة مع الزملاء يوسف عبدالرحمن وبدر بورحمة وآخرين في آخر دورة له من عام 1984- 1986، فكانت تجربة نقابية متكاملة لي، ولن أنسى مسيرة طويلة من السنوات والعمل معه في مجال الخدمة التطوعية بجمعية المعلمين، وكذلك في وزارة التربية عندما كلفني مجلس الإدارة بعضوية «صندوق الضمان الاجتماعي» ممثلا لمجلس الإدارة بالوزارة، فكنت ألتقي على الدوام معه في مكتبه بالشؤون الإدارية وأتعلم منه الكثير من المبادئ والنصح.
حقا، «أبورائد» مدرسة الريادة المميزة - رحمه الله - وحتى بعد تقاعده واعتزاله العمل النقابي كان دائما يتواجد بالقرب من زملائه في ديوان الرواد بالجمعية وكنا نكتسب منه الدروس والعبر على الدوام.
وبالطبع لا أنسى أيام «الغزو الغاشم» عندما أسندت لنا مهمة وطنية وكان هو رئيس الفريق، حيث تجمعنا من عدة دول وتم تكليفنا بهذه المهمة التي ستبقى وسام شرف لنا في تمثيل الكويت واللقاء مع عدة نقابات عربية في المشرق والمغرب العربي لنقل قضيتنا العادلة، فكانت مهمتنا الناجحة بحمد الله بدعم من القيادة آنذاك وبتوجيهات وقيادة العم المرحوم عبدالله العبيد - طيب الله ثراه - في الحقيقة المسيرة طويلة وذكرياتها كثيرة وللحديث شجون وبقية.