وغاب عنا رجل المواقف وصاحب الذكريات ومسيرة الحياة، عرفته في مسيرتنا المهنية عندما عملت معه في مدرسة «أبوسعيد الخدري الابتدائية» هو مدرس للتربية الفنية وأنا وزملائي «معلمون» متدربون بالسنة الثانية، فكانت صداقة ملتزمة حتى صباح يوم الجمعة التي صعقنا بخبر رحيله - يرحمه الله - «بوغازي» فيصل مبارك القناعي - رحمه الله - صديق وأخ في مجموعة أصدقاء عملنا معه وحصدنا إنجازات كثيرة على مستوى العمل الصحافي عبر جمعية الصحافيين وجريدة السياسة وعملت معه في دورة واحدة بمجلس إدارة جمعية الصحافيين، ولكن لا أنسى دائما اتصالاته وجلساته أيام الخميس بمقر الجمعية بالشويخ مع ثلة من الزملاء والزميلات تقريبا كل أسبوع وأيام الثلاثاء ديوانية الجمعية والرحلات المشاركات الكثيرة في المهمات الصحافية ورغم كل المواقف كان المرحوم صديقا وأخا مقربا للجميع - رحمه الله - وأحسن مثواه!
«بوغازي» كان هرما ومدرسة رائعة، كل الزملاء الذين عاصروا مشاركته في المجالات الصحافية والرياضية والتربوية يتذكرونه لأنه قيادي مرن بالرغم من عناده الشديد!
عملت معه في العديد من المناسبات الرياضية سواء باللجنة الأولمبية أو اتحاد كرة القدم في دورة الخليج التاسعة ودورة الصداقة والسلام، وشاركت معه ضمن وفود جمعية الصحافيين في عدة مؤتمرات ورحلات العمرة، مسيرة كبيرة لن تغيب عن ذاكرتي فيها مواقف كثيرة جميلة وحتى في مواقف الاختلاف بالرأي والإدارة كان مرنا رغم صلابته وعناده - رحمه الله - وأحسن مثواه! لقد كان «بوغازي» يشكل فريقا ثنائيا مع أخينا عدنان الراشد (بو يوسف) وكان كل الزملاء والزميلات في المجال الصحافي يعرفون دور هذا الثنائي الجميل في مسيرة جمعية الصحافيين خاصة بعد التحرير ودورهما خلال الغزو العراقي الغاشم بخدمة الزملاء بكل المجالات! لقد خطف «الموت» اليوم «بوغازي» الذي لحق بركب ومسيرة الراحلين، كما خطف عام 2020 من قبل د.شملان العيسى والزميل جاسم التنيب وعدد من الزملاء والزميلات في بلاط صاحبة الجلالة «الصحافة»، ولكن «بوغازي» خسرته الحركة الرياضية والصحافية والنقابية لأنه كان عضوا بارزا في عدة منظمات إقليمية ودولية وشاركه الأستاذ عبدالمحسن الحسيني والزميل عدنان السيد في العديد من هذه المنظمات! رحمك الله يا «بوغازي» فأنت رمز وظاهرة، ستظل ذكراك باقية لن تغيب عن المشهد!