ودَّع شارع الصحافة رمزا وهرما ورائدا وأحد عظماء هذا الشارع الكبير والمضيء برجاله ونسائه، برحيل العم أحمد يوسف بهبهاني «بوسلمان»، رحمه الله وأحسن مثواه، يكون بلاط صاحبة الجلالة قد فقد جوهرة عظيمة في تاج القمة الصحافية والإعلامية التي صنعت عظماء المسيرة الصحافية الكويتية!
سحابة من الذكريات الرائعة والجميلة طافت أمامي عندما وصلني خبر وفاة العم «بوسلمان»، وذهبت الى صندوق الذكريات أبحث عن أجمل اللقطات التي جمعتني بالأب الروحي والمعلم الكبير أحمد بهبهاني في مملكة صاحبة الجلالة الصحافة، وتذكرت أننا قبل ايام فقدنا صديق دربه ودربنا المرحوم «بوغازي» فيصل القناعي وقبلهما المرحوم جاسم التنيب، فكان شريط الذكريات وأنا أخط هذه السطور متشبعا، فإلى رحمة الله وجناته الخالدة يا أبا سلمان الغالي ومثواك الجنة ونعيمها بإذن الله تعالى!
وأنا أتصفح صندوق الذكريات التي جمعتنا برائد الصحافة وأحد أركانها القوية والعظيمة في أركان جمعية الصحافيين وخاصة بعد سنوات التحرير والاستقرار منذ عام 1991 عندما عملنا مع نخبة جليلة لخدمة مسيرة العمل النقابي والصحافي وخاصة عندما عملت معه داخل مجلس الإدارة وشاركته الرحلات والاجتماعات المهمة في الكويت والقاهرة ودمشق والرياض والدوحة فكان نعم القائد الفذ ونعم الأب الروحي، وأتذكر قبل سفرنا الى الدوحة والرياض في مهمة إعلامية مع الوفد الصحافي طلبني في مكتبه بمجلة «اليقظة» وطلب مني بعض الأمور التي يجب ان تكون معنا في هذه المهمة خاصة انني عضو مجلس الإدارة الوحيد معه ضمن الوفد، ولن أنسى سؤاله وتذكيره: «لا تنس يا بومحمد «البشت»، فضحكت لماذا؟ قال نحن ذاهبون للرياض والدوحة وهناك ممكن نلتقي بالشخصيات المهمة.. فاستدرك تساؤله، وعندما قلت له لم أجرب لبس «البشت» ضحك مني وأهداني «بشته» الخاص الذي سيظل هدية غالية أحتفظ بها للأبد!
كما لن أنسى رحلتي معه الى دمشق لحضور اجتماع رؤساء النقابات العربية للصحافة فكانت أجمل رحلاتي معه وبعد عودتنا أخبرني بأنه اختارني شخصيا لهذه الرحلة، وكذلك رحلتنا لحضور اجتماع اتحاد الصحفيين العرب بالقاهرة مع نخبة من الزملاء المرحوم فيصل القناعي ويوسف الشهاب وعدنان الراشد، نعم شريط من الذكريات التي لم ولن تنسى أبدا مع هذا الرجل المتواضع السمح الطيب الودود المبتسم دائما الحكيم الهادئ والمدرسة الرائدة في الحكمة والعقلانية والإدارة!
إلى جنة الخلد يا أبا سلمان، لقد قاد أحمد بهبهاني مسيرة طويلة من العمل الصحافي والنقابي وكذلك التجاري وكان لامعا في كل هذه المجالات وتبقى أياديه البيضاء عنوانا لكل الذين عرفوه وتعاملوا معه، رحمه الله!