1442 سنة مباركة وسعيدة على الجميع، اليوم تمر علينا هذه المناسبة المباركة بدخول السنة الهجرية على صاحبها أفضل الصلاة والتسليم، لنتذكر الرحلة المباركة التي حملت مشعل النور اليقين من مكة المكرمة إلى المدينة المنورة، هذه الهجرة التي غيرت وجه تاريخ الجزيرة العربية وعززت أركان الكيان والعهد القويم في جزيرة العرب وبين قبائلها وبطاحها، وثبتت أركان جزيرتنا العربية آنذاك من الجنوب والشرق والغرب والشمال، فكانت راية المسلمين هي الخفاقة في كل أركان هذه الأرض المباركة، والتي بارك الله حولها.
نعم الهجرة النبوية التي غيرت وجه تاريخ العرب وهزت أركان أعظم الجيوش والدول آنذاك، فكانت رسالة السلام إلى كل ملوك العرب والفرس والفرنجة والأحباش والأقباط التي أرسلها إليهم رسول الله محمد بن عبد الله، عليه أفضل الصلاة والسلام، لتأسيس علاقة السلام.
رسائل السلام التي شعت بنورها من المدينة المنورة تؤسس لكيان الدولة الإسلامية العربية العظيمة، وتخاطب ملوك الروم والفرس والأقباط والأحباش، لتؤكد في ذلك الزمان أن الدين الجديد الذي شع بنوره في جزيرة العرب ليطمس «الوثنية» وخلافها من أديان الشعوذة هو دين «سلام» ومهادنة لا يحارب الأديان، لكنه يمد يد «السلام» والطمأنينة إلى كل الأقوام بالجزيرة العربية وجوارها وتخومها ومن حولها ليصل إلى كل أركان المعمورة.
«الإسلام» هو راية السلام الحقيقية التي حملتها الرسالة «المحمدية» الطاهرة والتي لاتزال تشع منذ أكثر من قرن، وستبقى حتى يرث الله الأرض ومن عليها، هي منبع كل المواثيق الدنيوية التي أرست دعائم سياسة الحوار «بالتي هي أحسن» والتي جنحت للسلم قبل 1442 سنة في بقاع الأرض، ولاتزال هي اساس الإسلام والسلام الراسخ الذي اقنع العديد من الملوك والشعوب منذ ذلك الوقت السحيق بهذه الرسالة السلمية المباركة، لأنها رسالة النور والهداية المحمدية التي سعد بها العرب وكل من دخل هذا الدين الحنيف المبارك.
واليوم نحن نحتفل بهذه المناسبة العزيزة والمباركة نتضرع للبارئ عز وجل أن يحفظنا من كل سوء ومكروه، وأن يمن على قائدنا وقائد الخلق الإنساني الرفيع وأمير الإنسانية صاحب السمو الأمير، حفظه ورعاه الله، بالصحة والمنعة والشفاء العاجل، وأن يعود سموه إلى ارض السلام والصداقة والإنسانية بحفظ الله وعنايته وبركته، اللهم آمين.. وتبقى أمنياتنا في هذا العام الهجري المبارك أن يعم السلام والوئام كل البلاد والأرض العربية والإسلامية والعالم ويعم السلام المعمورة بأسرها بإذنه تعالى.
***
رسالة.. عن بُعد!
في ظل تطبيق التعليم عن بُعد، والاجتماعات والمؤتمرات عن بُعد، ندعو بهذه الرسالة عن بُعد أن يكون عام 2020 ونهاية مباركة وسعيدة بانتهاء الجائحة التي عاثت في الأرض وعطلت الجهود الاجتماعية والاقتصادية، كما ندعو الله العلي القدير أن يكون دخول السنة الهجرية الجديدة دخولا مباركا علينا وعلى الأمتين العربية والإسلامية والعالم، ولكن عن قرب وليس عن بُعد، والحمد لله العظيم.