زمان، كان الرجال كبار السن يلتقون وقت ما بعد العصر «المسيان» في «البراحة»، وكانت البراحة ايام زمان يمر فيها العديد من الناس سواء كانوا من نفس الفرجان التي تطل على هذه البراحة او من خارجها، وبراحة «بوعتيج» لاتزال في ذاكرة الكثيرين ممن عاشوا ذلك الزمان الجميل، ونحن في هذا الزمن نحاول المرور على براحة «بوعتيج» حتى «نشتكي» همومنا في هذا الوقت الذي نتطلع الى تغييره للأحسن حتى لو رجعنا الى وقت وزمن براحة «بوعتيج»!
يقول «بوعتيج»: زمان كنا نعتمد على «التانكي»، بالطبع يقصد الستينيات من القرن الماضي، و«التانكي» بالعادة يوضع فوق السطح ومعرض للشمس صيفا وشتاء، بالطبع «تانكي» الماي الناس تشرب وتغتسل وتطبخ منه، ولأنه من الحديد وعرضة للشمس والرطوبة في كل الاجواء التي تمر علينا يصيب هذا «التانكي» الذي يصنع من الحديد «الصدأ»، وهو معروف عند الناس ذلك الوقت، البعض دائما يقومون بتنظيف «تانكي» الماي حتى لا يصدأ ويلوث المياه التي نستخدمها!
وكانوا «العيال» يقومون بالنزول الى قلب «التانكي» للتنظيف والغسيل من الصدأ، ولكن احيانا يكون هذا «التانكي» للأسف قد اصابه صدأ كبير مما ادى الى وجود «ثقوب» كثيرة واحيانا كبيرة فيه، وكان الناس يطلقون عليها بالعامية «قضوض» مفردها «قض» بسبب صدأ «التانكي» ويقولون عنه تانكي «حلّي»، وتعني اصابه الصدأ! ويقول «بوعتيج»: ان زمانكم هذا الوقت صار مثل التانكي «الحلي» الذي يجب ان يستبدل بسرعة حتى لا ينتشر فيه الصدأ اكثر فأكثر! بالطبع كلام «بوعتيج» ليس لغزا هو بالتأكيد يقصد شيئا مهما في وقتنا الحاضر، لذلك استخدم «مصطلح» تانكي الماي حتى نفهم قصده وقصته التي يضرب فيها المثل بين تانكي الماي «الحلي» والاسباب التي يجب علينا العمل وبسرعة لتغييرها حتى لا يكون ضررها في المستقبل اكثر من منافعها! يقول «بوعتيج» التانكي المقصود بقصتي هذه هو مجلسكم الموقر مجلس الأمة، الذي أصابه مرض «الصدأ» بسبب سوء استخدام «الديموقراطية» التي كنتم تحلمون لها والتي لم «تُصن»!
ويكمل «بوعتيج» حديثه الشيق ويقول: لقد لعبت الديموقراطية ادوارا عظيمة منذ تأسيس الدستور عام 1962، ولكن مرت بظروف كثيرة لم يستغلها المؤسسون، ومن جاء على نهجهم الا للاصلاح بالوضع والممارسة، ولكن للاسف اليوم «الديموقراطية» تهان من قبل حراس الديموقراطية المفترض ان يكونوا امناء على هذه السياسة ولا ينحرفون عن طريق رجالها الاولين، ولكن للاسف اليوم مثل ما هو حاصل صار التسابق على الفساد السياسي والاداري والمالي ثقوب في «تانكي» الديموقراطية الذي هو بيت الأمة، وصار لازما عليكم تغيير «الشخصية» او الشخوص الذين جاءوا لإفساد «تانكي» الديموقراطية بالممارسات التي تعزز دور كل «المفسدين» السياسيين، لذلك اصبحت «البراحة» اليوم لا تتحمل دوركم ولأن «تانكي» الديموقراطية يجب اصلاحه او تغييره للأحسن وابداله بأهل افضل من اهله واجواء افضل من اجوائه، والا سيزداد «القضوض» وبالتالي لا تستطيعون اصلاحه او علاجه، لذلك راح يكون مصيره هو مصير «تانكي الماي» الحلّي سكرابا مهملا وترمونه في «البراحة»، هكذا هي قصة براحة «بوعتيج»! فاهمين..