بعد أن حسم صاحب السمو الأمير الشيخ نواف الأحمد رعاه الله الجدل الذي شغل كل الكويت بشأن اختيار سمو ولي العهد، وفي غضون أيام قليلة كان سموه ـ حفظه الله ـ وبحكمة العقلاء قد كسر كل التكهنات وأكد أن الكويت ستبقى بحكمة عقلائها، من هنا نقول بوركت البيعة المباركة، وبورك الاختيار العقلاني لسموه ـ رعاه الله ـ في حسم اختيار السند والعضيد سمو الشيخ مشعل الأحمد وليا للعهد حتى تستمر الكويت بحكمة العقلاء باقية وبنصرة الشعب الأبيّ الذي بايع هذه البيعة والاختيار المبارك نحو الطمأنينة على خطى الحكماء الذين أرسوا دعائم الحكم في هذا الوطن الشامخ برجاله الأخيار الطيبين.
وبهذه الحكمة رسخ سمو الأمير ـ رعاه الله ـ دعائم الحكم نحو معالجة القضايا الدستورية الأخرى التي صادفت توليه مسند الإمارة كاختتام دور الانعقاد للفصل التشريعي الخامس عشر ومن ثم الدعوة للانتخابات البرلمانية للدورة السادسة عشرة وبالتأكيد فإن حسم تزكية ولاية العهد ودعوة الحكومة الحالية للاستمرار في مهامها التنفيذية والدستورية يؤكد الحكمة والعقلانية التي كانت منهجا متوارثا في مسيرة حكام الكويت من عهد الشورى إلى عهد الدستور والديموقراطية وستبقى متأصلة في مسيرة السياسة الكويتية الداخلية عهدا بعد عهد ضمانها الشعب الواعي والعقلانية الراسخة مدعومة بوثيقة الدستور التي هي الضمان العقلاني لهذه الحكمة المتوارثة جيلا بعد جيل يصونها الشعب والحكام على حد سواء.
هذه هي الكويت التي يعرفها الجميع وبالأخص جيل النهضة التي بدأت مطلع الأربعينيات وترسخت في الخمسينيات والستينيات من القرن الماضي وازدادت ثباتا وقوة ومتانة وستبقى في ظل حكمة العقلاء ضمانا للأجيال.
من هنا نحن يجب أن نوثق هذا العهد الجديد في مسيرة الكويت المباركة وفي سجلاتنا حتى يكون وثيقة وطنية ضمانها «الدستور» وحكمة ولي الأمر وعقلانيته الراسخة التي حفظت لنا تماسكنا بالثوابت والقيم الوطنية التي هي الداعم الحقيقي لبقاء الكويت بحكمة العقلاء... لتستمر مسيرة العمل الوطني ثابتة.