كنا ومازلنا خلال أزمة كورونا نعيش هزة في ثقافة المؤسسات التعليمية وتغيير مفاجئ في أسلوب التعليم والتحول إلى التعليم الإلكتروني والتعليم عن بعد، وهو تغيير إيجابي مستحق.
ولعل هذه الفرصة التي أتت تكون بابا لإحداث تغيير في منظومة التعليم، للانتقال من التعليم التقليدي إلى التعليم الحديث والمتطور الذي يلبي احتياجات هذا العصر وسوق العمل، فالجميع يعلم أن قدرة الطالب على التركيز في هذا الزمان تختلف عن قدرته على التركيز في السابق لكثرة المشتتات وتسارع الأحداث.
والتعليم بحاجة إلى نفضة ونهضة عاجلة في المناهج القديمة وإدخال المهارات الحياتية ومهارات البحث والقدرة على الوصول إلى المعلومات بالطريقة السريعة والصحيحة، بالإضافة إلى مهارات التواصل الفعال لما لذلك من أهمية كبيرة في تلبية احتياجات سوق العمل.
التعليم اليوم يعيش انتفاضة تحتاج إلى تقويم وتعديل وتوجيه إلى المسار الصحيح.
السؤال الذي يطرح نفسه: هو هل يعي القائمون على السياسة التعليمية في الكويت تلك الاحتياجات والمتطلبات؟!
نحتاج اليوم من قيادة وزارة التربية تبني الأفكار والمشاريع التطويرية ودعم الكفاءات وأصحاب المبادرات من أهل الميدان في السلك التعليمي والمبدعون منهم كثر.
وزارة التربية تحتاج إلى تغيير في الملف التعليمي في ظل روح شبابية تتطلع إلى المستقبل، تستطيع تحويل الطريقة القائمة «حشو رأس الطالب بأكبر كمية من المعلومات» والتي لا يستفيد منها عند التخرج والانخراط بسوق العمل، إلى تعزيز المهارات وثقافة البحث والوصول إلى المعلومات الصحيحة.
ولا يسعني إلا أن أوجه رسالة الى وزير التربية والتعليم العالي مفادها أن يخرج من اللجان والأفكار القديمة وأن يفكر خارج الصندوق من خلال الاستعانة بالشباب المبدعين لإحداث التغيير والإنجاز المرغوب، لأن بقاءك في ظل النظام التعليمي الحالي سيكون جريمة في حق المستقبل وأبنائنا.
Al_Derbass@
[email protected]